الإخلاص لله هو خلق الأنبياء والمرسلين

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]الإخلاص لله هو خلق الأنبياء والمرسلين، وهو حال إبراهيم -عليه السلام-، قال تعالى: ﴿مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [آل عمران: 67]، وقال: ﴿اِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [الأنعام: 79][/box]

الشرح والإيضاح

(مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ
مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا)
أي: لم يكُن إبراهيمُ عليه السَّلام يَهوديًّا على ملَّة اليهود، ولا نصرانيًّا على ملَّة النَّصارى .
وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا
أي: ولكن كان إبراهيمُ عليه السَّلام مستقيمًا، مُتَّبِعًا لأمْر الله، مُخْلِصًا له، قد خشَع لله قلبُه، وانقادتْ له جوارحُه، والتزم بأحكامِه (20) .
وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ
أي: لم يكُن إبراهيمُ عليه السَّلام من المشركين، الَّذين يَعبُدون غيرَ الله من الأصنام وغيرها
https://dorar.net/tafseer/3/20

(إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79)).
مناسبةُ الآيةِ لما قَبلَها:
لَمَّا أنكَرَ على أبيه عِبادةَ الأصنامِ وضَلَّلَه وقَوْمَه، ثم استدَلَّ على ضلالِهم بقضايا العُقولِ؛ إذ لا يُذعِنونَ للدَّليلِ السَّمعيِّ؛ لتوقُّفِه في الثُّبوتِ على مُقدِّماتٍ كثيرةٍ، وأَبْدَى تلك القضايا منوطةً بالحِسِّ الصادِقِ- تبرَّأَ من عِبادتِهم وأكَّد ذلك بـ(إنَّ)، ثمَّ أخبَرَ أنَّه وجَّه عبادَتَه لمُبدِع العالَم الذي هذه النَّيِّراتُ المُستَدَلُّ بها بَعْضُه، ثمَّ نفَى عن نفْسِه أنْ يكونَ من المُشْرِكين؛ مبالغةً في التبرُّؤِ منهم (24) .
وأيضًا لَمَّا أبطَلَ جميعَ مذهَبِهم، أظهَرَ التوجُّهَ إلى الإلهِ الحَقِّ، وأنَّه قدِ انكشَفَ له الصَّوابُ بهذا النَّظَر، والمرادُ هم، ولكنَّ سَوْقَه على هذا الوَجْه أَدْعى لقَبولِهم إيَّاه، فقال مُستنتِجًا عمَّا دَلَّ عليه الدَّليلُ العقليُّ في الملكوتِ (25) :
إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ.
أي: إنِّي قدْ أخلصْتُ قَصْدي، وأفرَدْتُ عِبادتي لِمَن يَستحِقُّ ذلك، وهو اللهُ تعالى؛ لأنَّه الذي أَبْدَع خَلْقَ السَّمواتِ والأرضِ، على غير مثالٍ سَبَقَ؛ فهو القادِرُ وحْده على أن يُنْشِئَ الخَلْقَ من العَدَم إلى الوجودِ (26) .
كما قال سبحانه: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ [البقرة: 21-22].
وقال تعالى: إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيل النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْس وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [الأعراف: 54].
حَنِيفًا.
أي: مائلًا عن الشِّرْك، مستقيمًا على التَّوحيدِ، مُقبلًا على الله تعالى، مُعْرِضًا عمَّا سِواه (27) .
وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ.
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/6/20