الأم لها أعظم الحقوق بعد حق الله ورسوله

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
“والأم لها أعظم الحقوق بعد حق الله ورسوله، قال تعالى: (ووَصَّيْنا الإِنْسَانَ بِوالِدَيْهِ)، وبيَّن العلة في ذلك حثًّا للأولاد على الاعتناء بهذه الوصية، (حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وهْنًا عَلى وهْنٍ)؛ أي: ضعفًا على ضعفٍ، ومشقةً على مشقة في الحمل، وعند الولادة، ثم حضنه في حجرها وإرضاعه قبل فطامه، فقال تعالى: (وفِصالُهُ فِي عامَيْنِ أنِ اشْكُرْ لِي ولِوالِدَيْكَ إلَيَّ المَصِيرُ) لقمان ١٤.

خطب الشيخ ابن عثيمين ٥/ ٢٩٤.

الشرح و الإيضاح

(وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ).
أي: وعَهِدْنا إلى الإنسانِ وأمَرْناه ببِرِّ والِدَيه، والإحسانِ إليهما .
(حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ).
أي: حمَلَت الأمُّ ولَدَها في بَطنِها، وهي تزدادُ ضَعفًا على ضَعفٍ، وِثقلًا وشِدَّةٍ، إلى أن تضَعَه بمشَقَّةٍ وألمٍ.
(وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ).
أي: وفِطامُ الولَدِ في عامَينِ مِن ولادتِه، فلا ينفَصِلُ مِن أمِّه إلَّا بعدَ عامَينِ، تُعاني فيهما الأمُّ مَشقَّةَ رَضاعِه، وتَربيتِه، والقيامِ على شُؤونِه.
(أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ).
أي: ووصَّيْنا الإنسانَ أنِ اشكُرِ اللهَ على إنعامِه عليك، وذلك بالقيامِ بعُبوديَّتِه وطاعتِه وَحْدَه، وأداءِ حُقوقِه، واشكُرْ والِدَيك على تحمُّلِهما ما لَقِيَا مِنَ المشَقَّةِ، وما بَذَلاه مِنَ الجُهدِ لأجْلِك؛ فأطِعْهما، وأحسِنْ إليهما.
(إِلَيَّ الْمَصِيرُ).
أي: إلَيَّ لا إلى غَيري مَرجِعُك -أيُّها الإنسانُ- فأسألُك عن شُكري، وشُكرِ والِدَيك، وأُجازيك على عَمَلِك.
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/31/5

تحميل التصميم