استشعر نعم الله عليك فيما تأكله أو تشربه، وفي الهواء الذي تتنفسه، وغيرها من النعم، وأكثر من الشكر لتدوم النعم.
{وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ} [المؤمنون: 21].
{وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ} [النمل: 73].
{وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} [سبأ: 13]
{مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا} [النساء: 147].
{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [النحل: 112].
الشرح والإيضاح
(وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً).
أي: وإنَّ لكم -أيُّها النَّاسُ- في الإبِلِ والبَقَرِ والغَنَمِ ما تَعتَبِرونَ به، فتَعرِفونَ أياديَ اللهِ عندَكم، وسابِغَ رَحمتِه، وانفرادَه بالخَلقِ، وسَعةَ عِلمِه، وعظيمَ قُدرتِه عَزَّ وجَلَّ؛ فتَشكُرونَه ولا تَكفُرونَه.
(نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا).
أي: نُسقيكم -أيُّها النَّاسُ- لبنًا مِمَّا في بُطونِها.
(وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ).
أي: ولكم في الأنعامِ مَنافِعُ كَثيرةٌ؛ كاتِّخاذِ أوبارِها لباسًا وأثاثًا، وغيرِ ذلك مِنَ المَنافِعِ.
(وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ).
أي: ومِن لُحومِ الأنعامِ وشُحومِها تأكُلونَ بعدَ ذَبحِها.
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/23/3
(وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ).
أي: وإنَّ ربَّك -يا محمَّدُ- لَذو فَضلٍ كبيرٍ على النَّاسِ، بإمهالِهم والإحسانِ إليهم مع ظُلمِهم أنفُسَهم.
(وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ).
أي: ولكنَّ أكثَرَ النَّاسِ لا يَشكُرونَ اللهَ على نِعَمِه، ويُشرِكون معه غيرَه في العبادةِ، ويَستعجِلونَ عَذابَه.
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/27/11
﴿وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾ فأكثرهم، لم يشكروا اللّه تعالى على ما أولاهم من نعمه، ودفع عنهم من النقم.
والشكر: اعتراف القلب بمنة اللّه تعالى، وتلقيها افتقارا إليها، وصرفها في طاعة اللّه تعالى، وصونها عن صرفها في المعصية.
المصدر:
https://tafsir.app/saadi/34/13
(مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ)
أي: ما يصنَعُ اللهُ تعالى- أيُّها المنافِقون- بعذابِكم، إن شكَرْتموه على نِعَمِه، فقُمتُم بطاعتِه، وآمنتم حقًّا بما يجبُ عليكم الإيمانُ به؟ فإنَّه لا حاجةَ لله سبحانه في أن يُعذِّبَكم؛ إذ لا يَجتلِبُ إلى نفْسِه بعَذابِكم نفعًا، ولا يدفَعُ عنها ضرًّا.
(وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا)
أي: إنَّ اللهَ تعالى شاكرٌ لِمَن شكَر له، فيُثيبُهم على ما عمِلوا، أكثرَ ممَّا عمِلوا، عليمٌ بإيمانِ مَن آمَن قلبُه به، وعليمٌ بمن يستحقُّ الشُّكر مِن عبادِه، ويُجازيه على ذلك أوفرَ الجزاء.
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/4/39
(وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً).
أي: وجعَلَ اللهُ قَريةً يعيشُ أهلُها في أمنٍ واطمِئنانٍ واستقرارٍ مَثَلًا لكُلِّ مَن أنعَمَ اللهُ عليهم، فأبطَرَتْهم النِّعمةُ وكَفَروا وتوَلَّوا، فأحلَّ اللهُ بهم نِقَمَه.
(يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ).
أي: يأتي أهلَ تلك القَريةِ أقواتُهم ومَعايشُهم بوَفرةٍ وهَناءٍ وسُهولةٍ، مِن كُلِّ ناحيةٍ.
(فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ).
أي: فجحَدَ أهلُ تلك القَريةِ بما أنعَمَ اللهُ عليهم، فلم يَشكُروا اللهَ عليها.
(فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ).
أي: فأذاق اللهُ أهلَ تلك القَريةِ الجُوعَ والخَوفَ الذي بان أثَرُه عليهم مِن الهُزالِ وشُحوبةِ اللَّونِ وسُوءِ الحالِ مِمَّا ظهَرَ على أبدانِهم، وذلك بعد أن كانوا في رَغَدٍ مِن العَيشِ والأمْنِ؛ بسبَبِ ما كانوا يَصنَعونَ مِن الكُفرِ وجُحودِ النِّعَمِ، والتَّكذيبِ بالحَقِّ، وارتِكابِ المعاصي.
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/16/25