استخدم عقلك وحواسك التي أكرمك الله بها في كل خير ولا تعطلها.
{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [الأعراف: 179].
{إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ} [الأنفال: 22].
الشرح والإيضاح
(وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ)
أي: ولقد خَلَقْنا وبثَثْنا لنارِ جَهنَّم كثيرًا مِن الجِنِّ والإنسِ؛ ليصيرُوا إليها يومَ القِيامةِ، فهم لطَريقِها سالكونَ، وبعَملِ أهلِها عاملونَ.
(لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا)
أي: لهؤلاءِ- الذين خلَقْناهم لجهنَّمَ- قلوبٌ لا يَفهمونَ بها الحَقَّ الذي جاء مِن عندِ اللهِ، ولا يتفكَّرونَ فيه.
(وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا )
أي: ولهم أعينٌ لا يَنظرونَ بها إلى آياتِ اللهِ وأدِلَّتِه، فيتأمَّلُوها ويعلَموا الحَقَّ.
(وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا)
أي: ولهم آذانٌ لا يَسمَعونَ بها آياتِ كتابِ اللهِ سَماعَ تَدَبُّرٍ وتفَكُّرٍ في معانيها، فيهتَدُوا بها إلى الحَقِّ.
(أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ)
أي: أولئك- الَّذينَ ذرَأْنا لجهنَّم، الَّذينَ لا يَسمعونَ الحَقَّ ولا يَعُونَه ولا يُبصِرونَه، إنما همُّهم من الدُّنيا الأكلُ والتمتُّعُ بالشَّهواتِ- مِثلُ البَهائِم التي لا تفهَمُ الحقَّ، بل هم أضلُّ منها؛ لأنَّ الأنعامَ تُبصِرُ منافِعَها ومضارَّها، وتتْبَعُ مالِكَها، وتُستعمَل فيما خُلِقَت له، بخلافِ أولئك القَومِ الضَّالينَ.
(أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ)
أي: هؤلاءِ الكفَّارُ- الَّذين لم ينتَفِعوا بعُقولِهم ولا بأعيُنِهم ولا بآذانِهم- همُ الذينَ غَفَلوا غفلةً كاملةً عن آياتِ اللهِ وذِكرِه، وعمَّا ينفَعُهم من الإيمانِ والعَمَلِ الصَّالحِ.
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/7/43
(إِنَّ شَرَّ الدَّوَابَّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ (22)).
أي: إنَّ شرَّ ما دبَّ على الأرضِ مِن خَلْقِ اللهِ عِندَ اللهِ تعالى، هؤلاءِ الكُفَّارُ الذين لم ينتَفِعوا بالآياتِ والنُّذُرِ؛ فهم صُمٌّ عن سَماعِ الحَقِّ، بُكمٌ عن التَّكلُّمِ به، لا يَعقِلونَ عَن اللهِ مَواعِظَه، ولا أمْرَه ونَهْيَه.
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/8/7