ابتعد عن كل مكان يعصى الله فيه

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]قوله تعالى: {لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا} [التوبة: 108].
” لما كان مسجد الضرار مما اتُّخذ للمعاصي ضرارًا وكفرًا وتفريقًا بين المؤمنين؛ نهى الله رسوله أن يقوم فيه، فدلَّ على أن كل مكان يُعصَى الله فيه أنه لا يقام فيه، وكذا لو أراد إنسان أن يذبح في مكان يُذْبَح فيه لغير الله كان حرامًا” (العلامة ابن عثيمين رحمه الله).[/box]

الشرح والإيضاح

لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108).
لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا.
أي: لا تُصَلِّ- يا مُحمَّدُ- في مسجِدِ المُنافِقينَ ما عِشْتَ أبدًا (13) .
لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ.
أي: لَمسجِدٌ أُسِّسَ بنيانُه على تقوى اللهِ مِن أوَّلِ يَومٍ ابتدَأَ بانُوه في تأسيسِه- وهو مسجِدُ قُباءٍ، ومِثلُه بل أولَى منه في الحُكمِ المَسجِدُ النَّبويُّ- أَولى بأن تقومَ فيه- يا مُحمَّدُ- للصَّلاةِ والعبادةِ (14) .
عن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه، قال: ((دَخَلْتُ على رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في بيتِ بعضِ نسائِه، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، أَيُّ المسجدَيْنِ الَّذي أُسِّسَ على التَّقوَى؟ قال: فأخَذَ كَفًّا مِن حَصْباءَ، فضَرَب به الأرضَ، ثُمَّ قال: هو مَسجِدُكم هذا. لِمسجدِ المدينةِ)) (15) .
عن أبي سعيدٍ أيضًا قال: ((امترَى رجلٌ مِن بني خدرةَ، ورجلٌ مِن بني عمرِو بنِ عوفٍ في المسجدِ الذي أُسِّس على التقوَى، فقال الخدريُّ: هو مسجدُ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وقال الآخرُ: هو مسجدُ قباء، فأتيا رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم في ذلك، فقال هو هذا- يعني مسجدَه- وفي ذلك خيرٌ كثيرٌ)) (16) .
فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ.
أي: في مسجدِ قُباءٍ رِجالٌ من أصحابِ مُحمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم يُحبُّونَ أن يتطهَّروا مِن النَّجاساتِ ومِنَ الذُّنوبِ (17) .
وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ.
أي: واللهُ يُحبُّ المتطَهِّرينَ المُبالِغينَ في الطَّهارةِ مِن النَّجاساتِ، ومِنَ الذُّنوبِ والسَّيِّئاتِ

المصدر:
https://dorar.net/tafseer/9/40