إذا أذنبت فسارع بالاستغفار وطلب العفو

إذا أخطأت أو نسيت فسارع واطلب من ربك عدم المؤاخذة، ولا تُصِرّ على الذنب.
{رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا} [البقرة: 286].
{قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الأعراف: 23].
{قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [القصص: 16].

الشرح والإيضاح

(رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا).
أي: قولوا: يا ربَّنا، لا تُعاقِبْنا إنْ نسِينا القيامَ بفرضٍ، أو تَرْك مُحرَّم، ولا تُعاقِبنا يا ربَّنا، إنْ أخطأنا الصَّوابَ في العمل، جهلًا منَّا بوجْهه الشَّرعي، أو وقَعْنا في معصيتك جهلًا، عن غير قصْدٍ منَّا، بارتكاب نهيك .
(رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا).
أي: قولوا: يا ربَّنا، لا تُحمِّلنا عهدًا على القيام بأعمالٍ شاقَّةٍ وثقيلةٍ علينا، فنعجِز عن القيام بها، فتَحِلَّ علينا العقوباتُ، كما وقَع لليهود والنصارى وغيرهم ممَّن كُلِّفوا أعمالًا، وأُخِذتْ عليهم العهودُ والمواثيقُ على القيامِ بها، فلم يفعلوا، فعُوقِبوا.
(رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ).
أي: قولوا أيضًا: يا ربَّنا لا تُكلِّفنا من الأعمال ما لا نُطيق القيامَ به؛ لثِقَل حَمْله علينا، ولا تَبْتلِنا بما لا قِبَل لنا به.
(وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا).
أي: يا ربَّنا، تَجاوَز عمَّا بيننا وبينك من تقصيرٍ في أداء ما افترضتَه علينا، واستُر علينا فيما بيننا وبين عبادِك، فلا تُظهِرهم على سيِّئاتنا، وتَجاوَز عنها، وجُدْ علينا بالرحمة حتى لا نَقَع في ارتكابِ محظورٍ، أو تَهاوُنٍ في أداء مأمور، ونجِّنا برحمتك من غضبِك وعقابِك.
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/2/49

(قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا)
أي: قال آدَمُ وحوَّاءُ اعترافًا بالعِصيانِ: يا رَبَّنا أسأَنْا إلى أنفُسِنا، وأضْرَرْنا بها بمَعصِيَتِك، وبِطاعَتِنا عَدُوَّنا وعَدُوَّك.
(وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)
أي قالَا في تَوبَتِهما: وإنْ لم تستُرْ علينا ذَنْبَنا، وتتجاوَزْ عن عُقوبَتِنا، وتَرحَمْنا بقَبولِ تَوبَتِنا، والمُعافاةِ مِن هذه الخَطايا، لنَكونَنَّ مِنَ الهالكينَ.
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/7/4

(قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي).
أي: قال موسى: ربِّ إنِّي ظَلمتُ نفْسي بقَتلِ نَفْسٍ لم تأمُرْني بقَتلِها، فاستُرْ ذَنْبي، ولا تؤاخِذْني به.
(فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ).
أي: فغَفَر اللهُ لموسى ذنْبَه، ولم يُعاقِبْه عليه؛ لأنَّ اللهَ هو الغفورُ لِذُنوبِ عبادِه، الرَّحيمُ بهم.
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/28/3

تحميل التصميم