أهمية الاعتصام بالله والتوكل عليه

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]عن أبي بكر رضي الله عنه قال: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ فِي الْغَارِ فَرَأَيْتُ آثَارَ الْمُشْرِكِينَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ تَحْتَ قَدَمَيْهِ لَأَبْصَرَنَا. فقال ﷺ: “”مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا”” (صحيح البخاري 3453) من توكَّل على الله كفاه، ونصره، وأعانه، وكلأه وحفظه[/box]

الشرح و الإيضاح

مَنِ اعتَصمَ بِاللهِ تعالى كفاه عمَّن سواه؛ فهو نِعم النَّاصرُ ونِعم المعينُ، ومَعيَّتُه تعالى هي المعيَّةُ الحقيقيَّة، وما سواها معيَّةٌ كاذبةٌ زائفةٌ، وكان صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إمامَ المتوكِّلينَ على الله تعالى، يَعلمُ أنَّه ناصِرٌ عبدَه، وأنَّه معه بنَصرِه وقُدرتِه وحمايتِه في كلِّ وقتٍ وحينٍ، وفي هذا الحديثِ أنَّه لَمَّا اقتربَ المشرِكون من النبي صلَّى الله عليه وسلَّم وأبي بكرٍ رضِي اللهُ عنه وهما في غارِ ثورٍ في أثناءِ هِجرتِهما إلى المدينةِ، وخشيَ أبو بكر رضِي اللهُ عنه مِن رُؤيتِهما لهما لِقربِهما الشَّديدِ، قال لِلنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لو أنَّ أحدَهم نظرَ تحتَ قدمَيْه لَأبصرَنَا، فقال له صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «ما ظنُّكَ يا أبا بكرٍ بِاثنينِ اللهُ ثالثُهما؟!»، أي: ما تظنُّ أنْ يكونَ حالُنا واللهُ تعالى مَعنا بِنصرِه ولُطفهِ؟! فإنَّه قادرٌ على صَرفِهم عنَّا وتبليغِنا مرادَنا بِفضلِه ورحمتِه، وهذا ما حصَلَ، فنِعم فِعْلًا حُسْنُ الظَّنِّ بربِّ السَّمواتِ وربِّ الأرضِ ربِّ العرشِ العظيمِ!
وفي الحديثِ: كمالُ توكُّلِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على ربِّه، واعتمادِه عليه، وتَفويضِه أمْرَه إليه.
وفيه: مَنقَبةٌ ظاهرةٌ لأبي بكر الصِّدِّيقِ رضِي اللهُ عنه.
مصدر الشرح:
https://dorar.net/hadith/sharh/14483