[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]قال الله تعالى: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْييَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ( [الأعراف: 33]. القولُ على الله بغير علم أعظمُ المحرَّمات وأشدُّها إثمًا؛ فإنَّه يتضمن الكذب على الله، ونسبته إلى ما لا يليق به، وتغيير دينه وتبديله، ونفي ما أثبته، وإثبات ما نفاه، وتحقيق ما أبطله، وإبطال ما حقَّقه، وعداوة من والاه، وموالاة من عاداه، وحب ما أبغضه، وبغض ما أحبه، ووصفه بما لا يليق به في ذاته وصفاته وأقواله وأفعاله.[/box]
الشرح والإيضاح
قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ
أي: قُلْ- يا نبيَّ اللهِ- لهؤلاءِ المُشركينَ: إنَّ ربِّي لم يُحَرِّمْ ما تُحَرِّمونَه، وإنَّما حرَّمَ الذُّنُوبَ التي تناهَتْ في القُبحِ، ما كان منها علانِيَةً، وما كان منها في خفاءٍ .
كما قال تعالى: وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ [الأنعام:120].
وقال عزَّ جلَّ: وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ [الأنعام: 151].
وعن عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((لا أحَدَ أغيَرُ مِنَ الله؛ ولذلك حَرَّمَ الفواحِشَ ما ظهَرَ منها وما بَطَنَ)).
وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ
أي: وحرَّمَ ربِّي الإثمَ، وهو المعاصِي المتعلِّقةُ بالفاعِلِ نَفسِه، وحرَّمَ البَغيَ، وهو التَّعدِّي على النَّاسِ في دمائِهم وأموالِهم وأعراضِهم .
وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا
أي: وحرَّمَ ربي اتِّخاذَ شَريكٍ له في عبادَتِه، لم يجعَلِ اللهُ معه حجَّةً تَدَلُّكم على إشراكِه .
وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ
أي: وحرَّمَ ربي عليكم القَولَ عليه بلا علمٍ؛ في أسمائِه وصفاتِه، وأفعالِه وشَرعِه .
مصدر الشرح:
https://dorar.net/tafseer/7/7