من معالم التربية عند علماء الأمة
الصبي أمانة عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة ساذجة خالية عن كل نقش وصورة، وهو قابل لكلِّ ما نُقِشَ، ومائل إلى كل ما يُمَال به إليه.
فإن عوِّد الخير وعُلِّمه: نشأ عليه، وسعد في الدنيا والآخرة، وشاركه في ثوابه أبوه وكل معلم له ومؤدب.
وإن عُوِّد الشر وأُهمل إهمال البهائم شقي وهلك، وكان الوزر في رقبة القَيِّم عليه والوالي له. وقد قال الله عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ) [التحريم: 6]؛ ومهما كان الأب يصونه عن نار الدنيا؛ فبأن يصونه عن نار الآخرة أولى، وصيانته بأن يؤدِّبه ويهذِّبه، ويعلِّمه محاسن الأخلاق، ويحفظه من القرناء السوء”” [أبو حامد الغزالي رحمه الله – إحياء علوم الدين].