عَنْ عَائِشَةَ قَالَتِ: اسْتَأْذَنَتْ هَالَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ أُخْتُ خَدِيجَةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَعَرَفَ اسْتِئْذَانَ خَدِيجَةَ، فَارْتَاحَ لِذَلِكَ، فَقَالَ: “” اللَّهُمَّ هَالَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ “”. فَغِرْتُ، فَقُلْتُ: وَمَا تَذْكُرُ مِنْ عَجُوزٍ مِنْ عَجَائِزِ قُرَيْشٍ، حَمْرَاءِ الشِّدْقَيْنِ، هَلَكَتْ فِي الدَّهْرِ، فَأَبْدَلَكَ اللَّهُ خَيْرًا مِنْهَا. (صحيح مسلم 2437).
حَمْرَاءِ الشِّدْقَيْنِ: عجوز سقطت أسنانها فلم يبق إلا حمرة لثاتها.
شَرْحُ الحَدِيث:
قولها: عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين؛ معناه: عجوز كبيرة جدًّا، حتى قد سقطت أسنانها من الكبر، ولم يبق لشدقها بياض شيء من الأسنان، إنما بقي فيه حمرة لثاتها.
قال القاضي: قال المصري وغيره من العلماء: الغيرة مسامح للنساء فيها، لا عقوبة عليهن فيها؛ لما جُبِلْنَ عليه من ذلك، ولهذا لم تُزْجَر عائشة عنها، قال القاضي: وعندي أن ذلك جرى من عائشة لصغر سنها، وأول شبيبتها، ولعلها لم تكن بلغت حينئذ.