تصريح النبي ﷺ بحبّ أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا غِرْتُ عَلَى نِسَاءِ النَّبِيِّ ﷺ إِلَّا عَلَى خَدِيجَةَ، وَإِنِّي لَمْ أُدْرِكْهَا، قَالَتْ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِذَا ذَبَحَ الشَّاةَ، فَيَقُولُ: “” أَرْسِلُوا بِهَا إِلَى أَصْدِقَاءِ خَدِيجَةَ “”. قَالَتْ: فَأَغْضَبْتُهُ يَوْمًا، فَقُلْتُ: خَدِيجَةَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: “” إِنِّي قَدْ رُزِقْتُ حُبَّهَا “”. (صحيح مسلم 2435)[/box]

الشرح و الإيضاح

خديجةُ بنتُ خُويلدٍ أُمُّ المؤمنين رضِي اللهُ عنها، أوَّلُ مَن أسلمَ مِنَ النِّساءِ، وأوَّلُ زَوجاتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكانتْ أحبَّ نِسائِه إليه، وفي هذا الحَديثِ تُخبُر عائشةُ رضِي اللهُ عنها أنَّها ما غارْت مِن أحدٍ مِثلمَا غارتْ منها؛ وذلك لِكثرةِ ذِكْرِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إيَّاها، وكثرةُ الذِّكرِ تدلُّ على كثرةِ الْمَحبَّةِ، وأصْلُ غَيرةِ المرأةِ مِن تُخيُّل مَحبَّة غيرِها أكثرَ منها.
وقولُها: “هلكَتْ قَبلَ أن يَتزوَّجَني”، أي: ماتَتْ خديجةُ رضي اللهُ عنها قبْلَ أنْ يَتزوَّجَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بِعائشةَ رضِي اللهُ عنها، وقد أمَرَه اللهُ أنْ يُبشِّرَ خَديجةَ رضي اللهُ عنها بِبيتٍ مِن قصَبٍ، وهو هنا اللُّؤلؤُ المجوَّفُ الواسعُ، وقيل: قَصَبٌ مِن ذَهَبٍ مَنظومٍ بِالجواهرِ، وقد كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حِينَ يذبحُ الذَّبيحةَ يُرسلُ إلى خَلائلِها، أي: صَديقاتِها، وذلك بعَد موتِها رضِي اللهُ عنها.
وفي الحديثِ: عِظَمُ قَدْرِ خَديجةَ رضِي اللهُ عنها عندَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعلى مَزيدِ فَضلِها.
وفيه: دلالةٌ لحُسْنِ العَهدِ، وحِفظِ الوُدِّ، ورعايةِ حُرمةِ الصَّاحبِ والْمُعاشرِ حَيًّا وميِّتًا، وإكرامُ مَعارفِ ذلك الصَّاحبِ.
مصدر الشرح:
https://dorar.net/hadith/sharh/13513