خذ من حياتك لموتك
كان ابن السماك -رحمه الله- يقول:
“”مَن أذاقته الدنيا حلاوتها لميله إليها، جرَّعته الآخرة مرارتها بتجافيه عنها””.
(موسوعة ابن أبي الدنيا 5/132).
كان ابن السماك -رحمه الله- يقول:
“”مَن أذاقته الدنيا حلاوتها لميله إليها، جرَّعته الآخرة مرارتها بتجافيه عنها””.
(موسوعة ابن أبي الدنيا 5/132).
قال ابن رجب رحمه الله:
يا مغرورًا بطول الأمل!
يا مسرورًا بسوء العمل!
كن من الموت على وَجَل،
فما تدري متى يهجم الأجل؟!
[لطائف المعارف: ص١٤٠]
قال الله تعالى: {يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [البقرة:132].
“”اختاره وتخيّره لكم، رحمة بكم، وإحسانًا إليكم، فقوموا به، واتصفوا بشرائعه، وانصبغوا بأخلاقه، حتى تستمروا على ذلك فلا يأتيكم الموت إلا وأنتم عليه؛ لأن من عاش على شيء مات عليه، ومن مات على شيء بُعِثَ عليه”” (تفسير السعدي رحمه الله).
عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: “”إنَّهُ ليس شيءٌ يُقَرِّبُكُمْ إلى الجنةِ إلّا قد أَمَرْتُكُمْ بهِ، وليس شيءٌ يُقَرِّبُكُمْ إلى النارِ إِلّا قد نَهَيْتُكُمْ عنهُ، إِنَّ الرُّوحَ القُدُسَ نَفَثَ في رَوْعِي: أنَّ نَفْسًا لا تَمُوتُ حتى تَسْتَكْمِلَ رِزْقَها، فاتَّقُوا اللهَ وأَجْمِلوا في الطَلَبِ، ولا يَحْمِلَنَّكُمُ اسْتِبْطاءُ الرِّزْقِ أنْ تَطْلُبُوهُ بِمَعاصِي اللهِ، فإنَّ اللهَ لا يُدْرَكُ ما عندَهُ إِلّا بِطاعَتِه”” (السلسلة الصحيحة ٢٨٦٦).
عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: “”إنَّ رُوحَ القُدُسِ نفثَ في رُوعِي، أنَّ نفسًا لَن تموتَ حتّى تستكمِلَ أجلَها، وتستوعِبَ رزقَها، فاتَّقوا اللهَ، وأجمِلُوا في الطَّلَبِ، ولا يَحمِلَنَّ أحدَكم استبطاءُ الرِّزقِ أن يطلُبَه بمَعصيةِ اللهِ، فإنَّ اللهَ تعالى لا يُنالُ ما عندَه إلّا بِطاعَتِهِ”” (صحيح الجامع ٢٠٨٥).
إنَّ الأرزاقَ مقسومةٌ ومُقدَّرةٌ كالآجالِ، ولو فرَّ الإنسانُ من رِزْقِهِ كما يَفِرُّ من أَجَلِهِ لأَدْركَهُ رِزْقُه كما يُدْرِكُه أَجَلُه.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: رسولُ اللهِ ﷺ: “لا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدُكُمُ المَوْتَ مِن ضُرٍّ أصابَهُ، فإنْ كانَ لا بُدَّ فاعِلًا، فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أحْيِنِي ما كانَتِ الحَياةُ خَيْرًا لِي، وتَوَفَّنِي إذا كانَتِ الوَفاةُ خَيْرًا لِي” (صحيح البخاري ٥٦٧١).
نهى النَّبيُّ ﷺ في هذا الحديثِ عن أنْ يتمنّى أحدٌ الموتَ نتيجةَ إصابتِه بضررٍ أو ابتلاء دُنيويٍّ؛ فإنْ ضاقتْ به الأحوالُ واشتدَّتِ النَّوائبُ حتّى اضطرَّتْه أن يتمنّى شيئًا تنفيسًا عن نفْسه وابتغاءً لفَرَجِ الله، فليقلْ: اللهمَّ أَحْيِني ما كانتِ الحياةُ خيرًا لي، وتَوَفَّني إذا كانتِ الوفاةُ خيرًا لي، فيَترُكُ الخِيَرَةَ لله سبحانه وتعالى.