‏سُبُلُ الوقاية من الشرك

1- إخلاص العبادة لله عز وجل بتجريد التوحيد.
2- تَعَلُّمُ العلم الشَّرعيِّ.
3- معرفة عواقب الشرك، وأنه يؤدي إلى العذاب في جهنم، وإلى حبوط الأعمال.
4- معرفة أن الشرك الأكبر لا يغفره الله عز وجل.
5- عدم مصاحبة الجهلة الذين يقعون في صور من الشرك؛ لأن الطبع يسرق من خصال المخالطين.

حقيقة الشرك الأصغر وحكمه

الشرك الأصغر لا يَخْرُج به العبدُ من الإسلام، ويستحق به الوعيد والعذاب دون الخلود في النار، وهو مُحبِط للعمل الذي اقترن به، وصاحبه تحت المشيئة؛ إن شاء الله عذَّبه، وإن شاء عفا عنه.
والشرك الأصغر هو ما جاء في النصوص الشرعية أنه شرك، ولم يصل إلى حد الشرك الأكبر؛ ولكنه يعتبر من الوسائل الموصلة إلى الشرك الأكبر.
ومن ذلك:
1- الحلف بغير الله تعالى.
2- يسير الرياء في العبادة.
3- قول الرجل: “”ما شاء الله وشئت”” أو: “”هذا من الله ومنك”” أو: “”أنا بالله وبك””، أو: “”توكلت على الله وعليك””، أو: “”لولا أنت لم يكن كذا وكذا””، وغير ذلك من الألفاظ.

نماذج من الشرك الأكبر

الشرك الأكبر: اتخاذ العبد من دون الله ندًّا يسوّيه برب العالمين، يحبّه كحب الله، ويخشاه كخشية الله ويلتجئ إليه ويدعوه ويخافه، ويرجوه ويرغب إليه، ويتوكل عليه، أو يطيعه في معصية الله، أو يتبعه على غير مرضاة الله، وغير ذلك، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا}، وقال تعالى: { وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا}، وقال تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ}، ومن صور الشرك الأكبر:
1- الطواف بالقبور ودعاء أهلها.
2- دعاء الأموات والغائبين كما يُدْعَى الله عز وجل.
3- الذبح والنذر لغير الله تعالى.
4- السجود لغير الله تعالى سجود عبادة.
5- محبة غير الله كحبّ الله، والخوف من غير الله كالخوف من الله.
6- ابتغاء الرزق من غير الله، واعتقاد أن غيره هو الذي يرزق.
7- الاستغاثة والاستعانة بغير الله فيما لا يَقْدر عليه إلا الله سبحانه.
8- اعتقاد أنه يكون في الكون ما لا يريده الله تعالى.

خطورة الشرك الأكبر

الشرك الأكبر يَخْرُج به العبدُ من الإسلام، ويحبط العمل، ويوجب الخلود في النار مع المشركين، ولا يغفره الله إلا بالتوبة منه.
وهذا النوع من الشرك يتضمن: اتِّخاذ الأنداد من دون الله، وتسويتها بالله عز وجل، ومحبتها كمحبة الله عز وجل، كما حكى الله عنهم أنهم قالوا لآلهتهم في النار: (تَاللهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ) [الشعراء: 97، 98]؛ مع أنَّهم يقرُّون بأن الله وحده خالقُ كل شيء وربُّه ومليكُه، وأن آلهتَهم لا تخلق ولا ترزق ولا تحيي ولا تميت؛ وإنما كانت هذه التَّسويَّة في المحبَّة والتَّعظيم والعبادة كما هو حال أكثر المشركين؛ يحبّون معبوداتهم ويعظِّمونها ويوالونها من دون الله، وأعظمهم يحبون معبوداتهم أعظم من محبة الله، ويستبشرون بذكرهم أعظم من استبشارهم إذا ذكر الله وحده، ويغضبون لمنتقص معبوديهم وآلهتهم أعظم مما يغضبون إذا انتقص أحد ربَّ العالمين.

الشرك بالله كالكفر في خطورته على الإنسان

الشرك بالله تعالى كالكفر في خطورته على الإنسان، وهو الذنب الذي لا يغفره الله عز وجل؛ كما قال تعالى: (إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) [النساء: 48].
والمشرك حَابِطٌ عمله؛ كما قال تعالى: (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الزمر: 65]، وقال: (وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [الأنعام: 88].
والمشرك من شرار الخلق عند الله تعالى؛ كما قال سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ) [البينة: 6].

حديث السبع الموبقات

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: “”اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ”” قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: “”الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلَاتِ”” (صحيح البخاري 2615)
(اجتنبوا) ابتعدوا.
(الموبقات) المهلكات.
(بالحق) كالقتل قصاصًا أو رِدَّةً أو حدًّا.
(التولِّي يوم الزحف) الفرار عن القتال يوم ملاقاة الكفار.
(قذف) هو الاتهام والرمي بالزنا.
(المحصنات) جمع محصنة وهي العفيفة التي حفظت فرجها، وصانهن الله عن الزنا.
(الغافلات) البريئات اللواتي لا يَفطنَّ إلى ما رُمِينَ به من الفجور.

الله ربي لا أشرك به شيئًا

في حوار سيدنا إبراهيم عليه السلام مع قومه قال نبي الله: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77) الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ} [الشعراء: 75- 82].

وما بكم من نعمة فمن الله

عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: صلَّى لَنا رَسولُ اللهِ ﷺ صَلاةَ الصُّبحِ بِالحُديبيَةِ، عَلى إِثرِ سَماءٍ كانَت منَ اللَّيلةِ، فَلمَّا انصرَفَ النَّبيُّ ﷺ أَقبلَ عَلى النَّاسِ، فَقال: هَل تَدرونَ ماذا قالَ ربُّكم؟ قالوا: اللهُ ورَسولُه أَعلَمُ، قال: أَصبَح مِن عِبادي مُؤمنٌ بي وَكافرٌ، فأمَّا مَن قال: مُطِرْنا بِفَضلِ اللهِ ورَحمَتِه، فذَلك مُؤمنٌ بي، كافرٌ بِالكَواكبِ، وأمَّا مَن قال: بِنَوءِ كَذا وَكذا، فذَلكَ كافرٌ بي، مُؤمنٌ بِالكَواكبِ”. (صحيح البخاري ١٠٣٨).

من أقوال العلماء في الإخلاص

قال الفضيل بن عياض رحمه الله: “ترك العمل لأجل الناس رياء، والعمل لأجل الناس شرك، والإخلاص أن يعافيك الله منهما”. (كتاب الكبائر، محمد بن عبد الوهاب، 1/ 11).

دعاء نبوي مهم في اتقاء الشرك

عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله ﷺ فقال: «أيها الناس اتقوا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل، فقال: من شاء الله أن يقول: وكيف نتقيه يا رسول الله وهو أخفى من دبيب النمل؟ قال: قولوا اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئا تعلمه ونستغفرك لما لا نعلم»(أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط، 4/ 10، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، 1/ 9).

احذر الرياء فهو أول الشرك

عن محمود بن لبيد قال: قال رسول الله ﷺ: «إنَّ أخْوَفَ ما أخافُ عليكم الشِّركُ الأصغَرُ، قالوا: يا رسولَ اللهِ، وما الشِّركُ الأصغَرُ؟ قال: الرِّياءُ؛ إنَّ اللهَ يقولُ يومَ تُجازَى العِبادُ بأعمالِهم: اذْهَبوا إلى الذين كنتُم تُراؤون بأعمالِكُم في الدنيا، فانظُروا هل تَجِدون عِندَهم جَزاءً»( أخرجه أحمد بن حنبل، 5/ 429، وقال الأرناؤوط: إسناده صحيح).

عمل المرائي باطل لا ثواب فيه ويأثم به

عن أبي هُرَيْرَةَ قال: قال رسول اللَّهِ ﷺ قال الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى: «أنا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عن الشِّرْكِ من عَمِلَ عَمَلاً أَشْرَكَ فيه مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ»(صحيح مسلم 2985).

(تركته وشركه) معناه أن الله غني عن المشاركة، فمن عمل شيئًا لله ولغيره لم يقبله الله بل يتركه لذلك الغير، والمراد أن عمل المرائي باطل لا ثواب فيه ويأثم به.