ثناء النبي ﷺ على ربه بعد غزوة أُحد

عن رفاعة بن رافع رضي الله عنه قال: لما كان يومُ أُحُدٍ، وانكفأ المشركون، قال رسولُ اللهِ ﷺ: استَوُوا حتى أُثنِيَ على ربي عزّ وجلَّ؛ اللهم لك الحمدُ كلُّه، اللهم لا قابضَ لما بسطتَ، ولا مُقَرِّبَ لما باعدتَ، ولا مُباعِدَ لما قرَّبتَ، ولا مُعطِيَ لما منعْتَ، ولا مانعَ لما أَعطيتَ، اللهم ابسُطْ علينا من بركاتِك ورحمتِك وفضلِك ورزقِك، اللهم إني أسألُك النَّعيمَ المقيمَ الذي لا يحُولُ ولا يزولُ، اللهم إني أسألُك النَّعيمَ يومَ العَيْلَةِ، والأمنَ يومَ الحربِ، اللهم عائذًا بك من سوءِ ما أُعطِينا، وشرِّ ما منَعْت منا، اللهم حبِّبْ إلينا الإيمانَ وزَيِّنْه في قلوبِنا، وكَرِّه إلينا الكفرَ والفسوقَ والعصيانَ واجعلْنا من الراشدين، اللهم توفَّنا مسلمِين، وأحْيِنا مسلمِين وألحِقْنا بالصالحين، غيرَ خزايا، ولا مفتونين، اللهم قاتِلِ الكفرةَ الذين يصدُّون عن سبيلِك، ويُكذِّبون رُسُلَك، واجعلْ عليهم رِجزَك وعذابَك قاتِلِ الكفرةَ الذين أُوتوا الكتابَ، إلهَ الحقِّ”

10 وقفات مع شهر المحرم

هل تعرف الاسم القديم لشهر المحرم؟ وما سبب التسمية الحالية؟ هذا المقال يتناول العديد من الأمور المتعلقة بشهر المحرم ويوم عاشوراء وفضلهما، وكذلك الأحداث التي وقعت في شهر المحرم.

حفظ الله لنبيه وعفو النبي ﷺ وحلمه

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: «غزونا مع رسول الله ﷺ غَزَاة قِبَلَ نَجْد. فأَدركنا رسولُ الله ﷺ في القائلة في وادٍ كثير العِضَاهِ. فنزل رسولُ الله ﷺ تحت شجرة فَعلّق سيفه بِغُصْن مِنْ أغصانها. وتفرّق الناس في الوادي يستظلون بالشجر. فقال رسولُ الله ﷺ: إِنَّ رجلا أتاني وأنا نائم. فأخذ السيف فاستيقظت. وهو قائم على رأسي. والسيف صَلْتا في يده. فقال: مَن يَمْنَعُكَ مني؟ قلت: الله. فشامَ السيفَ. فها هو ذا جالِس. ثم لم يعرِض له رسول الله ﷺ. وكان مَلِكَ قومه فانصرَفَ حين عفا عنه. فقال: لا أكون في قوم هُمْ حَرْب لك» (صحيح مسلم 843 مختصرًا، والحاكم في المستدرك 4322 مطولاً، وصححه ووافقه الذهبي).

العضاه : الشجر.
سيف صلت: إذا كان خارجًا من غمده.
شمت السيف: إذا أغمدته.

من معجزات النبي ﷺ إطعام 80 صحابيًّا

عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن أبا طلحة قال لأم سلمة رضي الله عنهما: “”لقدْ سمِعتُ صوتَ رسولِ اللهِ ﷺ ضعيفًا، أعرِفُ فيه الجوعَ، فهل عِندَكِ من شيءٍ؟ فأخرَجَتْ أقراصًا من شعيرٍ، ثم أخرَجَتْ خِمارًا لها، فَلَفَّتِ الخُبزَ ببعضِه، ثم دَسَّتهُ تحتَ ثَوبي، ورَدَّتْني ببعضِه ثم أرسَلَتْني إلى رسولِ اللهِ ﷺ، قال: فذَهبتُ به، فوجَدتُ رسولَ الله ﷺ في المسجدِ ومعَه الناسُ، فقُمتُ عليهم، فقال لي رسولُ اللهِ ﷺ: (أرسَلَكَ أبو طلحةَ) . فقُلْتُ نعمْ، قال: (بطعامٍ) . قال: فقلتُ: نعمْ، فقال رسولُ اللهِ ﷺ لمن معَه: (قوموا)، وانطلَقتُ بينَ أيديهم، حتى جئتُ أبا طلحةَ، فقال أبو طلحةَ: يا أمّ سُلَيمٍ، قد جاء رسولُ الله ﷺ بالناسِ، وليس عِندَنا منَ الطعامِ ما نُطعِمُهُم، فقالتْ: اللهُ ورسولُه أعلمُ، قال: فانطَلَقَ أبو طلحةَ حتى لَقِيَ رسولَ اللهِ ﷺ، فأقبَل أبو طلحةَ ورسولُ الله ﷺ حتى دَخَلا، فقال رسولُ اللهِ ﷺ: (هَلُمِّي يا أُمَّ سُلَيمٍ، ما عِندَكِ) . فأتَتْ بذلك الخُبزِ، فأمَر به فَفُتَّ، وعَصَرَتْ أُمُّ سُليمٍ عُكَّةً لها فأدمَتْه، ثم قال فيه رسولُ اللهِ ﷺ ما شاء اللهُ أن يقولَ، ثم قال: (ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ) . فأذِن لهم، فأكَلوا حتى شَبِعوا، ثم خرَجوا، ثم قال: (ائْذَنْ لِعشَرةٍ) . فأذِن لهم فأكَلوا حتى شبِعوا ثم خرَجوا، ثم قال: (ائْذَنْ لِعشَرةٍ) . فأذِن لهم فأكَلوا حتى شبِعوا ثم خرَجوا، ثم أذِن لِعشَرةٍ فأكَل القومُ كلُّهم وشبِعوا، والقومُ ثمانونَ رجلاً.. (رواه البخاري: ٥٣٨١).

النبي ﷺ يذكر أحب الناس إليه

عَنْ عَمْرو بْن الْعَاصِ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ بَعَثَهُ عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ، قال: فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: “” عَائِشَةُ “”. قُلْتُ: مِنَ الرِّجَالِ؟ قَالَ: “” أَبُوهَا “”. قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: “” عُمَرُ “”. فَعَدَّ رِجَالًا. (صحيح مسلم 2384).

حوت العنبر الذي أخرجه الله للصحابة من البحر

كان الصحابة رضي الله عنهم في سَرِيّة من السرايا (السَرِيّة: جيشٌ صغير) وكان أميرُهم في تلك السَريّة الصحابيَ الجليلَ أبا عبيدة بن الجرّاح رضي الله عنه.
فلمّا خرجوا من المدينة، ومشوا أيامًا أصابهم جوعٌ وضعفٌ شديد، فلمّا وصلوا الساحل ألقى لهم موج البحر حوتًا عظيمًا يُقال له العَنبر، فأخذوه فأكلوا من لحمه وأدّهنوا من شحمه حتّى رجعتْ إليهم قوّتهم.
ثْمّ إنّ أبا عُبيدة وأصحابه أخذوا يعجبون مِنْ ضخامة هذا الحوت، فأخذوا ضِلعًا من أضلاعه فنصبوه كالقوس، وركب أحد الصحابة جملًا فمرّ من تحته، وفرّغوا عينه ودخل فيها ثلاثة عشر رجلًا فوسعتهم! وكان ذلك مصدر رِزق وعَجَب ومتعة للصحابة رضي الله عنهم.
فلمّا رجعوا إلى المدينة جاءوا إلى النبي ﷺ فأخبروه، وسألوه عن حُكم أكل لحم ذلك الحوت، وذكروا له أنّهم كانوا مضطرّين إليه بسبب الجوع، فقال لهم عليه الصلاة والسلام: (هو رزقٌ أخرجه الله لكم، فهل معكم من لحمه شيءٌ فتُطعِمونا؟) قالوا نعم، فأرسلوا إليه، فأكل منه. (صحيح مسلم ١٩٣٥)

أبو دُجَانة رضي الله عنه يأخذ سيفًا بحقه يوم أحد

عنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ أَخَذَ سَيْفًا يَوْمَ أُحُدٍ، فَقَالَ: “” مَنْ يَأْخُذُ مِنِّي هَذَا؟ “” فَبَسَطُوا أَيْدِيَهُمْ، كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ يَقُولُ: أَنَا أَنَا. قَالَ: “” فَمَنْ يَأْخُذُهُ بِحَقِّهِ؟ “” قَالَ: فَأَحْجَمَ الْقَوْمُ، فَقَالَ سِمَاكُ بْنُ خَرَشَةَ أَبُو دُجَانَةَ: أَنَا آخُذُهُ بِحَقِّهِ. قَالَ: فَأَخَذَهُ، فَفَلَقَ بِهِ هَامَ الْمُشْرِكِينَ. (صحيح مسلم ٢٤٧٠).

الملائكة تظل عبد الله بن حرام بعد استشهاده

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قال: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ جِيءَ بِأَبِي مُسَجًّى، وَقَدْ مُثِلَ بِهِ، قَالَ فَأَرَدْتُ أَنْ أَرْفَعَ الثَّوْبَ فَنَهَانِي قَوْمِي، ثُمَّ أَرَدْتُ أَنْ أَرْفَعَ الثَّوْبَ فَنَهَانِي قَوْمِي، فَرَفَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، أَوْ أَمَرَ بِهِ فَرُفِعَ، فَسَمِعَ صَوْتَ بَاكِيَةٍ، أَوْ صَائِحَةٍ، فَقَالَ: “” مَنْ هَذِهِ؟ “”. فَقَالُوا: بِنْتُ عَمْرٍو، أَوْ أُخْتُ عَمْرٍو. فَقَالَ: “” وَلِمَ تَبْكِي؟ فَمَا زَالَتِ الْمَلَائِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا حَتَّى رُفِعَ “”. (صحيح البخاري ١٢٩٣)

من فضائل عبد الله بن حرام رضي الله عنه

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أُصِيبَ أَبِي يَوْمَ أُحُدٍ، فَجَعَلْتُ أَكْشِفُ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ وَأَبْكِي، وَجَعَلُوا يَنْهَوْنَنِي، وَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ لَا يَنْهَانِي، قَالَ: وَجَعَلَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ عَمْرٍو تَبْكِيهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: “” تَبْكِيهِ أَوْ لَا تَبْكِيهِ، مَا زَالَتِ الْمَلَائِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا حَتَّى رَفَعْتُمُوهُ “”. (صحيح مسلم ٢٤٧١)

تفقد النبي ﷺ لأصحابه بدقة وحرصه عليهم

عَنْ أَبِي بَرْزَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ فِي مَغْزًى لَهُ، فَأَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: “” هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟ “” قَالُوا: نَعَمْ، فُلَانًا وَفُلَانًا وَفُلَانًا. ثُمَّ قَالَ: “” هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟ “” قَالُوا: نَعَمْ، فُلَانًا وَفُلَانًا وَفُلَانًا. ثُمَّ قَالَ: “” هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟ “” قَالُوا: لَا. قَالَ: “” لَكِنِّي أَفْقِدُ جُلَيْبِيبًا فَاطْلُبُوهُ “”. فَطُلِبَ فِي الْقَتْلَى، فَوَجَدُوهُ إِلَى جَنْبِ سَبْعَةٍ قَدْ قَتَلَهُمْ ثُمَّ قَتَلُوهُ، فَأَتَى النَّبِيُّ ﷺ فَوَقَفَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: “” قَتَلَ سَبْعَةً ثُمَّ قَتَلُوهُ، هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ “”. قَالَ: فَوَضَعَهُ عَلَى سَاعِدَيْهِ، لَيْسَ لَهُ إِلَّا سَاعِدَا النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: فَحُفِرَ لَهُ، وَوُضِعَ فِي قَبْرِهِ، وَلَمْ يَذْكُرْ غَسْلًا. (صحيح مسلم ٢٤٧٢)

صدقات ضخمة من كبار الصحابة رضي الله عنهم في غزوة تبوك

في غزوة تبوك:
تصدَّق أبو بكر الصديق رضي الله عنه بكل ماله.
وتصدَّق عمر بن الخطاب رضي الله عنه بنصف ماله.
وتصدق عثمان بن عفان رضي الله عنه بثلاثمائة (٣٠٠) بعير بما عليها وألف دينار.
وتصدق عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه بألفي درهم وهي نصف أمواله.
(السيرة النبوية: ص٨١٠-٨١١)