مداعبة النبي ﷺ للأطفال
عن محمود بن الربيع، قال: «عقلت من النبي ﷺ مجةً مجَّها في وجهي وأنا ابن خمس سنين من دلو».
عقلت: حفظت وعرفت.
مجة: مجّ الشراب رماه من فمه، والمجة اسم للمرة أو للمرمي.
دلو: هو الوعاء الذي يُستقى به الماء من البئر.
عن محمود بن الربيع، قال: «عقلت من النبي ﷺ مجةً مجَّها في وجهي وأنا ابن خمس سنين من دلو».
عقلت: حفظت وعرفت.
مجة: مجّ الشراب رماه من فمه، والمجة اسم للمرة أو للمرمي.
دلو: هو الوعاء الذي يُستقى به الماء من البئر.
عن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال بَعَثَتْنِي أُمِّي إلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ بِقِطْفٍ مِن عِنَبٍ، فَأكَلْتُهُ، فَقالَتْ أُمِّي: يا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ أتاكَ عَبْدُ اللَّهِ بِقِطْفٍ مِن عِنَبٍ؟ فَقالَ: لا، فَكانَ رَسُول اللَّهِ ﷺ إذا رَآنِي قالَ: غُدَرُ غُدَرُ.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (٤/١٥٠): أخرجه الطبراني، وفيه الحكم بن الوليد، وبقية رجاله ثقات
قطف: عنقود من عنب.
غُدَر: يا غادر، يمزح النبي ﷺ مع هذا الصحابي؛ لصِغَر سنّه.
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: «غزونا مع رسول الله ﷺ غَزَاة قِبَلَ نَجْد. فأَدركنا رسولُ الله ﷺ في القائلة في وادٍ كثير العِضَاهِ. فنزل رسولُ الله ﷺ تحت شجرة فَعلّق سيفه بِغُصْن مِنْ أغصانها. وتفرّق الناس في الوادي يستظلون بالشجر. فقال رسولُ الله ﷺ: إِنَّ رجلا أتاني وأنا نائم. فأخذ السيف فاستيقظت. وهو قائم على رأسي. والسيف صَلْتا في يده. فقال: مَن يَمْنَعُكَ مني؟ قلت: الله. فشامَ السيفَ. فها هو ذا جالِس. ثم لم يعرِض له رسول الله ﷺ. وكان مَلِكَ قومه فانصرَفَ حين عفا عنه. فقال: لا أكون في قوم هُمْ حَرْب لك» (صحيح مسلم 843 مختصرًا، والحاكم في المستدرك 4322 مطولاً، وصححه ووافقه الذهبي).
العضاه : الشجر.
سيف صلت: إذا كان خارجًا من غمده.
شمت السيف: إذا أغمدته.
عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: (إِنِّي لَأَقُومُ إِلَى الصَّلَاةِ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُطَوِّلَ فِيهَا، فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ، فَأَتَجَوَّزُ فِي صَلَاتِي؛ كَرَاهِيَةَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمِّهِ) (رواه البخاري 830).
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: “”صَلِّ رَكْعَتَيْنِ””. وَكَانَ لِي عَلَيْهِ دَيْنٌ فَقَضَانِي وَزَادَنِي. (صحيح البخاري: 432).”
ضرب رسول الله المثل والقدوة في تعاملاته مع زوجاته، وفي هذا الملف نعيش مع النبي صلى الله عليه وسلم في بيته لنلقي الضوء على معاملته معهن .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَجُلًا تَقَاضَى رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَأَغْلَظَ لَهُ، فَهَمَّ أَصْحَابُهُ، فَقَالَ: “”دَعُوهُ؛ فَإِنَّ لِصَاحِبِ الْحَقِّ مَقَالًا، وَاشْتَرُوا لَهُ بَعِيرًا فَأَعْطُوهُ إِيَّاهُ””. وَقَالُوا: لَا نَجِدُ إِلَّا أَفْضَلَ مِنْ سِنِّهِ. قَالَ: “”اشْتَرُوهُ فَأَعْطُوهُ إِيَّاهُ؛ فَإِنَّ خَيْرَكُمْ أَحْسَنُكُمْ قَضَاءً””. (صحيح البخاري: 2260)
عزيزي المربي
كان رسول الله ﷺ نموذجًا رائعًا للتربية؛
كان يُقَبِّل فاطمة الزهراء كلما رآها، وقَبَّل جبينها ويدها، واحتضنها في بيته، وفي مسجده، وأمام الصحابة.
كوِّن علاقة خاصة مع ابنك؛ حتى يصبح بين يديك مُحِبًّا مُطِيعًا، وتصبح الأب النموذج الأمثل في نظره.
عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: كانَ رَسولُ اللهِ ﷺ إذا صَلّى قامَ حتّى تَفَطَّرَ رِجْلاهُ، قالَتْ عائِشَةُ: يا رَسولَ اللهِ، أَتَصْنَعُ هذا، وَقَدْ غُفِرَ لكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ؟، فَقالَ: “يا عائِشَةُ أَفلا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا” (صحيح مسلم ٢٨٢٠).
في هذا الحديثِ بيانٌ لحالِ النَّبيِّ ﷺ في العبادةِ واجتهادِه فيها؛ فإنَّه كان يقومُ مِن اللَّيل حتّى ترِمَ قدماه، أي: تتورَّمَ، ولَمّا سُئِل عن هذا الاجتهادِ وقد غفَر اللهُ له ذنبَه؟ قال: أفلا أكونُ عبدًا شَكورًا، فمَن عظُمَتْ عليه نِعَمُ اللهِ، وجَب عليه أن يتلقّاها بعظيمِ الشُّكرِ، لا سيَّما أنبيائِه وصفوتِه مِن خَلْقِه، الَّذين اختارَهم، وخشيةُ العبادِ للهِ على قدرِ عِلمِهم به؛ فمعنى قوله ﷺ: «أفلا أكونُ عبدًا شَكورًا»، أي: كيف لا أشكُرُه وقد أنعَمَ علَيَّ وخصَّني بخيرَيِ الدّارينِ؟!
عن عَبْد اللَّهِ بْن جَعْفَرٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ تُلُقِّيَ بِنَا، قَالَ: فَتُلُقِّيَ بِي وَبِالْحَسَنِ، أَوْ بِالْحُسَيْنِ، قَالَ: فَحَمَلَ أَحَدَنَا بَيْنَ يَدَيْهِ، وَالْآخَرَ خَلْفَهُ حَتَّى دَخَلْنَا الْمَدِينَةَ. (صحيح مسلم 2428).
عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ لَا يَدْخُلُ عَلَى أَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِ، إِلَّا أُمِّ سُلَيْمٍ، فَإِنَّهُ كَانَ يَدْخُلُ عَلَيْهَا، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: “”إِنِّي أَرْحَمُهَا، قُتِلَ أَخُوهَا مَعِي”” (صحيح مسلم 2455).
أغَرُّ، عَلَيْهِ لِلنُّبُوَّة ِ خَاتَمٌ **** مِنَ اللَّهِ مَشْهُودٌ يَلُوحُ ويُشْهَدُ
وضمَّ الإلهُ اسمَ النبيّ إلى اسمهِ **** إذا قَالَ في الخَمْسِ المُؤذِّنُ أشْهَدُ
وشقّ لهُ منِ اسمهِ ليجلهُ *** فذو العرشِ محمودٌ، وهذا محمدُ
نَبيٌّ أتَانَا بَعْدَ يَأسٍ وَفَتْرَةٍ **** منَ الرسلِ، والأوثانِ في الأرضِ تعبدُ
فَأمْسَى سِرَاجاً مُسْتَنيراً وَهَادِياً *** يَلُوحُ كما لاحَ الصّقِيلُ المُهَنَّدُ
(حسان بن ثابت رضي الله عنه)