الحسد نار تحرق صاحبها
قال ابن عقيل الحنبلي رحمه الله:
“تأملت في الأخلاق؛ فإذا أَشَدُّهَا وَبَالاً على صاحبها الحسد” [الآداب الشرعية: ١/١٠٣]
قال ابن عقيل الحنبلي رحمه الله:
“تأملت في الأخلاق؛ فإذا أَشَدُّهَا وَبَالاً على صاحبها الحسد” [الآداب الشرعية: ١/١٠٣]
من وصية سفيان الثوري لعلي بن الحسن السلمي:
إياك والطمع فيما في أيدي الناس، فإن الطمع هلاك الدِّين.
ولا تكونن حريصًا على الدنيا.
ولا تكن حاسدًا؛ تكن سريع الفهم.
ولا تكن طعَّانًا؛ تَنْجُ من ألسن الناس.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: والكبر والحسد هما داءان أهلكا الأولين والآخرين، وهما أعظم الذنوب التي بها عُصِيَ الله أولاً؛ فإن إبليس استكبر وحسد آدم، وكذلك ابن آدم الذي قتل أخاه حسد أخاه.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله: لا يستغني عنهما أحد قط، وإن لهما تأثيرًا خاصًّا في دَفْع السحر والعين وسائر الشرور، وإن حاجة العبد إلى الاستعاذة بهاتين السورتين أعظم من حاجته إلى النفس والطعام والشراب واللباس.
عن عبد الله بن مسعود قال: قال النبي ﷺ: “لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالاً فسُلِّط على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويُعلّمها ”
لا حسد: المراد حسد الغطبة وهو أن يرى النعمة في غيره فيتمناها لنفسه من غير أن تزول عن صاحبها وهو جائز ومحمود.
فسُلِّط على هلكته في الحق: تغلّب على شُحّ نفسه وأنفق منه في وجوه الخير.
الحكمة: العلم النافع.
قالَ شَيْخُ الْإِسلامِ ابْنُ تَيْمِيَةَ رحمه الله: “الحَسَدُ مَرَضٌ مِن أمْرَاضِ النَّفْسِ، وهُو مَرَضٌ غالِبٌ، فَلا يخْلُصُ مِنه إِلَّا قَلِيلٌ مِن النَّاسِ؛ وَلهذَا يُقَالُ: مَا خَلَا جَسَدٌ مِنْ حَسَدٍ، لكِنَّ اللَّئِيمَ يُبْدِيهِ والْكَرِيمَ يُخْفِيهِ، وقدْ قِيل لِلْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ: أَيَحْسِدُ المؤْمِنُ؟ فَقالَ: مَا أنْسَاكَ إِخْوةَ يُوسُفَ، لَا أَبَا لَكَ! وَلكنْ عمَهٌ فِي صدْرِك، فإِنَّه لا يَضُرُّك مَا لم تَعْدُ بِه يدًا ولسانًا. فمَنْ وَجدَ فِي نفسِه حَسدًا لِغَيْرِه فعَلَيْهِ أنْ يستَعْمِلَ معه التَّقْوى والصَّبْرَ، فيَكْرَه ذَلِك مِن نفسِه”
قالَ ابْنُ الْقَيِّمِ رحمه الله: “وَإِذا كَان الْعَائِنُ يخشَى ضَرَرَ عَيْنِه، وَإِصابَتِها لِلْمَعِينِ، فلْيَدْفَعْ شَرَّهَا بِقَوْلِه: اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَيْهِ”
قال الإمام ابن تيمية -رحمه الله-:
“”ومنهم من يحمله الحسد على الغيبة؛ فيجمع بين أمرين قبيحين: الغيبة والحسد”” (مجموع الفتاوى ٢٨/٢٣٧).
قال ابن حبان:
“”الحسد من أخلاق اللئام،
وتركه من أفعال الكرام،
ولكل حريق مطفئ،
ونار الحسد لا تُطْفَأ””
[روضة العقلاء]
“”ليس الحاسد هو الذي يَطمع أن يساويك بأنْ يَرْقى إليك، بل هو الذي يريد أن تساويه بأن تنزل إليه”” (عباس محمود العقاد، رحمه الله).
حافظوا على صغاركم وحصنوهم بالمعوذتين والأذكار الشرعية.
ذكر القرطبي رحمه الله: “”أنَّ العين أسرع إلى الصغار منها إلى الكبار””. (تفسير القرطبي 9/149)
وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: “إياكم والظن فإنَّ الظنَّ أكذبُ الحديث، ولا تجسسوا، ولا تحسّسوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخوانًا، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره، التقوى ههنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم “(أخرجه البخاري 6064 ومسلم 2563).
(تجسسوا) من التجسس وهو البحث عن العورات والسيئات.
(تحسسوا) من التحسس وهو طلب معرفة الأخبار والأحوال الغائبة عنه.