اخش الله خشية من قد علم أنه ميت ومبعوث

من وصية سفيان الثوري لعلي بن الحسن السلمي:
احرص أن يكون أول أمرك تقوى الله في السر والعلانية.
واخش الله خشية من قد علم أنه ميت ومبعوث، ثم الحشر ثم الوقوف بين يدي الجبار سبحانه، وتحاسب بعملك.
ثم المصير إلى إحدى الدارين: إما جنة ناعمة خالدة، وإما نار فيها ألوان العذاب مع خلود لا موت فيه.
وارجُ رجاء مَن علم أنه يعفو أو يعاقب، وبالله التوفيق لا ربّ غيره.

ليس شيء أحبّ إلى الله من قطرتين وأثرين

قال رسول الله ﷺ: “ليس شيء أحبّ إلى الله من قطرتين وأثرين: قطرةُ دموعٍ من خشية الله، وقطرةُ دمٍ تُهَراقُ في سبيلِ اللَّهِ، وأما الأثران فأثرٌ في سبيل الله، وأثرٌ في فريضة من فرائض الله”.
“فأثَرٌ في سبيلِ اللهِ»، أي: بقاءُ أثَرٍ بعدَ الجهاد في سبيلِ اللهِ تعالى؛ كإصابة، أو قطع عضو.
«وأثَرٌ في فريضةٍ مِن فَرائضِ اللهِ»، أي: أثَرٌ يَبْقى بعدَ أداءِ فريضةٍ مِن فرائضِ اللهِ عزَّ وجلَّ؛ كأَنْ يَكونَ أثَرَ المشيِ في أداءِ الصَّلواتِ، أو تعَبَ الجِسمِ وضَعْفَ البدَنِ في الصِّيامِ، وهكذا.

قلبك! ماذا فيه عند تلاوة القرآن؟!

قال تعالى: ﴿لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ الحشر: 21
حثّ على تأمل مواعظ القرآن، وبيَّن أنه لا عُذر في ترك التدبُّر؛ فإنه لو خُوطِبَ بهذا القرآن الجبال مع تركيب العقل فيها لانقادت لمواعظه، ولرأيتها على صلابتها ورزانتها خاشعة متصدعة -أي متشققة- من خشية الله

هل تعرف المقصد من العبادات والغاية منها؟

قال الإمام الشاطبي رحمه الله:
“” إن مقصود العبادات:
الخضوع لله،
والتوجُّه إليه،
والتذلل بين يديه،
والانقياد تحت حكمه،
وعمارة القلب بذِكْره””.
[الموافقات ١/ ٥٢٢]

من صفات المؤمنين وجزاؤهم في سورة الرعد

قال الله تعالى: (أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (19) الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ (20) وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ (21) وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) [سورة الرعد: 19- 24].