تواضع شيخ الإسلام ابن تيمية وزهده

قال عمر بن علي البزار رحمه الله:
“ما رأيتُ ولا سمِعْتُ بمثل تواضُع ابن تيمية في عصره؛ كان يتواضع للكبير والصغير، والجليل والحقير، والغنيّ الصالح والفقير، وكان يُدني الفقيرَ الصالح ويُكرمُه، ويُؤنِسُه ويُباسِطُه بحديثه زيادة على مثله من الأغنياء، حتى إنه ربما خدَمه بنفسه، وأعانه بحمل حاجته جَبْرًا لقلبه، وتَقَرُّبًا بذلك إلى ربِّه”
(الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية، ص50)

من صور تواضع أبي بكر الصديق رضي الله عنه

قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: “كَانَ أَبو بَكْرٍ الصِّدِّيقَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إذَا مَدَحَهُ أَحَدٌ قَالَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ أَعْلَمُ بِي مِنْ نَفْسِي، وَأَنَا أَعْلَمُ بِنَفْسِي مِنْهُمْ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي خَيْرًا مِمَّا يَحْسَبُونَ وَاغْفِرْ لِي مَا لَا يَعْلَمُونَ، وَلَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا يَقُولُونَ”. (أدب الدنيا والدين- للماوردي- ص420)

تواضع المسلم بين إخوانه

قال بكر بن عبد الله المزني رحمه الله:
“إذا رأيت من هو أكبر منك، فقل: هذا سبقني بالإيمان، والعمل الصالح، فهو خير مني، وإذا رأيت من هو أصغر منك فقل: سبقتُه إلى الذنوب والمعاصي، فهو خير مني، وإذا رأيت إخوانك يكرمونك ويعظّمونك فقل: هذا فضلٌ أُخِذوا به، وإذا رأيت منهم تقصيرًا، فقل: هذا ذنْب أحدثتُه”. [صفة الصفوة ٣/ ١٧٥، موسوعة ابن أبي الدنيا ٧/ ٥٢٧].

التكبر شَرٌّ من الشرك

قال ابن القيم رحمه الله:
“كَما أنَّ مَن تَواضَعَ لِلَّهِ رَفَعَهُ، فَكَذَلِكَ مَن تَكَبَّرَ عَنِ الِانْقِيادِ لِلْحَقِّ أذَلَّهُ اللَّهُ ووَضَعَهُ، وصَغَّرَهُ وحَقَّرَهُ. ومَن تَكَبَّرَ عَنِ الِانْقِيادِ لِلْحَقِّ -ولَوْ جاءَهُ عَلى يَدِ صَغِيرٍ، أوْ مَن يُبْغِضُهُ أوْ يُعادِيهِ- فَإنَّما تَكَبُّرُهُ عَلى اللَّهِ؛ فَإنَّ اللَّهَ هُوَ الحَقُّ، وكَلامُهُ حَقٌّ، ودِينُهُ حَقٌّ، والحَقُّ صِفَتُهُ، ومِنهُ ولَهُ؛ فَإذا رَدَّهُ العَبْدُ وتَكَبَّرَ عَنْ قَبُولِهِ: فَإنَّما رَدَّ عَلى اللَّهِ، وتَكَبَّرَ عَلَيْهِ” (مدارج السالكين ٢/‏٣١٧)

التواضع من أخلاق الكرام

قال الشافعي رحمه الله:
“التواضع من أخلاق الكرام، والتكبر من شيم اللئام، والتواضع يُورث المحبة، والقناعة تُورث الرّاحة، وقال: أرفع الناس قدرًا مَن لا يرى قدره، وأكثرهم فضلًا من لا يرى فضله”

من تواضع عبد الله بن عمر– توجيهه لاستفتاء التابعين

قدم عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- مكة فسألوه. فقال: تجمعون لي المسائل وفيكم عطاء بن أبي رباح؟ [تهذيب حلية الأولياء ٢/ ١٤].
وجاء رجل إلى ابن عمر -رضي الله عنهما- فسأله عن فريضة، فقال له: ائت سعيد بن جبير فإنه أعلم بالحساب مني. [المنتظم ٦/ ٧].
فريضة: مسألة في توزيع الميراث.

من صور تواضع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما

عن نافعٍ أن رجلًا قال لابن عُمر -رضي الله عنهما-: يا خيرَ الناسِ وابنَ خير الناسِ. فقال: ما أنا بخير الناس، ولا ابن خير الناس، ولكني عبد من عبادِ الله، أرجو الله، وأخافُه، والله لن تزالوا بالرجل حتى تُهلِكُوه. [تهذيب سير أعلام النبلاء ١/ ٣٧٣].

إجابات الفضيل بن عياض رحمه الله عن بعض الأسئلة

قِيلَ لِلْفُضَيْلِ بن عياض رحمه الله: ما الزُّهْدُ فِي الدُّنْيا؟ قالَ: «القِنْعُ وهُوَ الغِنى».
وقِيلَ: ما الوَرَعُ؟ قالَ: «اجْتِنابُ المَحارِمِ».
وسُئِلَ ما العِبادَةُ؟ قالَ: أداءُ الفَرائِضِ.
وسُئِلَ عَنِ التَّواضُعِ، قالَ: أنْ تَخْضَعَ، لِلْحَقِّ.
وقالَ: أشَدُّ الوَرَعِ فِي اللِّسانِ.
وقالَ: جَعَلَ الخَيْرَ كُلَّهُ فِي بَيْتٍ، وجَعَلَ مفْتاحَهُ الزُّهْد فِي الدُّنْيا.
وقالَ: قالَ اللهُ عز وجل: إذا عَصانِي مَن يَعْرِفُنِي سَلَّطْتُ عَلَيْهِ مَن لا يَعْرِفُنِي”

كن متواضعًا؛ تستكمل أعمال البر

من وصية سفيان الثوري لعلي بن الحسن السلمي:
كن متواضعًا؛ تستكمل أعمال البر.
اعمل بالعافية؛ تأتك العافية من فوقك.
كن عَفُوًّا؛ تظفر بحاجتك.
كن رحيمًا؛ يترحم عليك كل شيء.