كن نافعًا لغيرك بكل ما تستطيع

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: «مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ» [رواه مسلم 2199].[/box]

الشرح والإيضاح

رخَّص النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم لِبَنِي عَمْرِو بنِ حَزْمٍ في رُقيَةِ الحيَّةِ، أي: مِن لَدْغِ الحيَّةِ. والرُّخْصَة إنَّما تكونُ بعدَ النهيِ، وكان صلَّى الله عليه وسلَّم قد نَهى عن الرُّقَى؛ لِمَا عَسَى أنْ يكونَ فيها من الألفاظِ الجاهليَّةِ، فانتَهَى الناسُ عن الرُّقَى، فرَخَّص لهم فيها إذا لم تَشتمِلْ على الألفاظِ الجاهليَّةِ.
ويَحكِي جابِرُ بنُ عبدِ الله رضِي اللهُ عنهما أنَّ رجلًا لَدَغَتْه (أي: عَضَّتْه) عَقْرَبٌ، وهي الحَشَرَة السوداءُ السامَّةُ، وكانوا جُلوسًا عندَ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فقال رجلٌ له: «يا رسولَ الله، أَرْقِي؟» وفي روايةٍ: «أَرْقِيهِ يا رسولَ الله؟».
والرُّقيَة الشرعيَّةُ هي الأذكارُ مِن القرآن والأدعِيَة والتعويذات الثابِتَة في السُّنَّةِ، أو الأدعِيَةُ الأُخرَى المشروعةُ الَّتِي يَقرَؤُها الإنسانُ على نفسِه أو يَقرَؤُها عليه غيرُه لِيُعِيذَه اللهُ مِن الشُّرورِ بأنواعِها؛ مِن الأمراضِ وشرورِ جميعِ مخلوقاتِ الله الأُخرَى كالسِّباعِ والهَوَامِّ والجِنِّ والإنْسِ وغيرِها، فيُعِيذه منها بدَفْعِها قبلَ وُقوعِها بألَّا تُصيبَه، أو يُعِيذه منها بعدَ وُقوعِها بأن يَرْفَعَها ويُزِيلَها عنه، وغالبًا يَصْحَبُ قراءةَ هذه الأذكارِ نَفْثٌ مِنَ الرَّاقِي، فأجابه النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «مَن استطاع مِنكم أن يَنْفَعَ أخاه فَلْيَفْعَلْ»، فجَعَل الرُّقيَةَ مِن باب المنفعةِ.
في الحديثِ: بيانُ التداوِي بالرُّقَى الشرعِيَّةِ وغيرِها إذا كان مَفهومًا ولا مانِعَ منه شَرْعًا.
مصدر الشرح: https://dorar.net/hadith/sharh/17941