قال تعالى: (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا) البقرة: 255.
تفسير السعدي: ص110.
(وسع كرسيه السماوات والأرض﴾ وهذا يدل على كمال عظمته وسعة سلطانه، إذا كان هذه حالة الكرسي أنه يسع السماوات والأرض على عظمتهما وعظمة من فيهما، والكرسي ليس أكبر مخلوقات الله تعالى، بل هنا ما هو أعظم منه وهو العرش، وما لا يعلمه إلا هو، وفي عظمة هذه المخلوقات تحير الأفكار وتكلّ الأبصار، وتقلقل الجبال وتكع عنها فُحُول الرجال، فكيف بعظمة خالقها ومبدعها، والذي أودع فيها من الحِكَم والأسرار ما أودَع، والذي قد أمسك السماوات والأرض أن تزولا من غير تعب ولا نصب، فلهذا قال: ﴿ولا يؤوده﴾ أي: يثقله ﴿حفظهما).
الشرح والإيضاح
(وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ). أي: أحاطَ كرسيُّ المَلِك- تعالى وتقدَّس- بالسَّموات والأرض- على اتِّساعهما وعظمتهما- وشَمِلهما. والكُرسيُّ: هو موضِع قَدَمَي الربِّ عزَّ وجلَّ . فعن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما، قال: (الكرسيُّ موضعُ القدميْنِ، والعرشُ لا يَقْدِرُ أحدٌ قدْرَه). (وَلَا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا). أي: لا يُثقِله ولا يَشقُّ عليه حِفْظ السَّموات والأرض، بل ذلك سَهْلٌ عليه ويسير. المصدر: https://dorar.net/tafseer/2/43