‏حقارة الدنيا وهوانها على الله تعالى

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: “”لو كانت الدنيا تَزِن عند الله جناح بعوضة، ما سقى كافراً منها شربة ماء”” (صحيح الترمذي ٢٣٢٠) قال سعيد بن المسيب: “”إن الدنيا نذلة، وهي إلى كل نذل أميل. وأنذل منها: من أخذها بغير حقها، وطلبها بغير وجهها، ووضعها في غير سبيلها”” (حلية الأولياء 2/ 170).[/box]

الشرح والإيضاح

الدُّنيا هيِّنةٌ عِندَ اللهِ عزَّ وجلَّ وضَئيلةٌ، ولا تَعدِلُ عند اللهِ تعالى مِثقالَ ذرَّةٍ ولا تُساوِي شَيئًا، وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: “لو كانتِ الدُّنيا تَعدِلُ عند اللهِ”، أي: تُساوي أو تزِنُ عند اللهِ عزَّ وجلَّ، “جَناحَ بَعوضةٍ”، أي: جَناحَ ذُبابةٍ؛ مثلًا للقِلَّة والصِّغَرِ والحَقارةِ والدَّناءةِ، “ما سقَى كافِرًا منها شَرْبةَ ماءٍ”، أي: جزاءً له وعِقابًا على كُفرِه؛ فالمقصودُ: أنَّ الدُّنيا عند اللهِ هيِّنةٌ دَنيئةٌ وحَقيرةٌ، ولا تُساوي عند اللهِ أيَّ شيءٍ، ولا تُساوي حتَّى جَناحَ ذُبابةٍ، ولو كانتْ تُساوي عند اللهِ أيَّ شيءٍ ما رزَق الكافِرَ فيها شيئًا، ولا حتَّى سقاه شَربةً مِن ماءٍ؛ لأنَّه لا يَستَحِقُّ شَربةَ الماءِ هذه، فهو قد كفَر بمَن يَرزُقُه ويُطعِمُه ويَسْقيه، ولأنَّها لا تُساوي عند اللهِ أيَّ شيءٍ فقدْ رزَق العِبادَ كلَّهم؛ مؤمِنَهم وكافِرَهم، وأطعمَهم وسقاهم، وأخَّر حِسابَهم يومَ القيامةِ. وقيل: إنَّ الدُّنيا لِحقارتِها عند اللهِ لم يُعطِها لأوليائِه، وقد ورَد أنَّه سبحانه “يَحْمي عبدَه المؤمِنَ عن الدُّنيا كما يَحْمِي أحدُكم المريضَ عن الماءِ”.

مصدر الشرح:
https://dorar.net/hadith/sharh/35566