وخُلق الإنسان ضعيفًا

عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: “لَمّا صَوَّرَ اللَّهُ آدَمَ في الجَنَّةِ تَرَكَهُ ما شاءَ اللَّهُ أنْ يَتْرُكَهُ، فَجَعَلَ إبْلِيسُ يُطِيفُ به، يَنْظُرُ ما هُوَ، فَلَمّا رَآهُ أجْوَفَ عَرَفَ أنَّه خُلِقَ خَلْقًا لا يَتَمالَكُ” .
يُبيِّنُ النَّبيُّ ﷺ خَلقَ الإنسانِ، فيَقولُ: لَمّا صوَّر اللهُ، أي: خَلَقَ اللهُ؛ آدَمَ في الجنَّةِ تَركَه ما شاءَ اللهُ أنْ يَترُكَه؛ فجَعلَ إبليسُ «يُطِيفُ به»، أي: يَدورُ حَولَه؛ يَنظُرُ ما هوَ، فلمّا رَآه «أَجوفَ»، أي: صاحبَ جَوفٍ وهو البَطن، أو خاليًا منَ الدّاخلِ؛ عَرفَ أنَّه خَلَق خَلقًا «لا يَتمالَكُ»، أي: لا يَملِكُ نفسَه في كَفِّها عنِ الشَّهواتِ، وفي دَفعِ الوَسواسِ والغَضبِ ونَحوِه؛ لأنَّ الجَوفَ يَقلبُه ويَذهَبُ بهِ هُنا وهُناك، والأجوفُ: ضَعيفُ الصَّبْر مِن حيثُ إنَّه لا يَثبُتُ ثُبُوتَ ما لَيْسَ بأجوف، ومِن حيثُ إنَّه مُفتقرٌ إلى الغِذاءِ لا يَصبِر عنه؛ فيَطْمَعُ فيه إبليسُ.

(صحيح مسلم ٢٦١١)

تحميل التصميم