هل يجب على الزوجة خدمة أهل زوجها؟

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]”لا يجوز للزوج أن يُلْزِم زوجته بخدمة أمه أو أبيه، أو أن يَغْضَب عليها إذا لم تقم بذلك، وعليه أن يتقي الله ولا يستعمل قوته؛ فإن الله ﷻ فوقه، وهو العلي الكبير ﷻ؛ قال الله ﷻ: (فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا)[النساء: 34] (ابن عثيمين – فتاوى نور على الدرب).[/box]

الشرح والإيضاح

(الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (34))
الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ
أي: الرِّجالُ هم القائمون على نسائهم؛ فهم رؤساؤُهنَّ والحاكمون عليهنَّ، بإلزامهنَّ بحقوقِ الله تعالى وأداء فرائضه، وتأديبِهنَّ، وكفِّهنَّ عن الشُّرور والمفاسد .
ثمَّ ذكر اللهُ تعالى السَّبب الموجِبَ لقيام الرِّجال على النِّساء، فقال:
بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ
أي: بسببِ تفضيلِ الرِّجال على النِّساء؛ فقد جعَل اللهُ تعالى للرِّجال خصائصَ تفُوقُ ما لدَى النِّساء؛ كقوة البَدنِ، والعقل، وغيرهما .
وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ
أي: ومن أسباب جَعلِ القِوامةِ للرِّجال على النِّساء، إنفاقُ الرِّجال أموالَهم على نسائِهم، ومِن ذلك: إعطاؤُهنَّ مهورَهنَّ .
فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ
أي: إنَّ النِّساءَ المستقيماتِ الدِّينِ، مطيعاتٌ لله تعالى، ولأزواجِهنَّ .
حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ
أي: ومن صِفاتهنَّ أيضًا: أنهنَّ حافظاتٌ لأنفسِهنَّ عند غَيبة أزواجِهنَّ عنهنَّ في فروجهنَّ وأموالهم، وغير ذلك، وذلك بحفظِ الله تعالى لهنَّ وتوفيقِه لهنَّ، لا من أنفسِهنَّ؛ فإنَّ النَّفسَ أمَّارةٌ بالسُّوء .
وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ
أي: إنَّ الزَّوجاتِ اللَّاتي تتخوَّفون- يا مَعشرَ الأزواج- من استعلائِهنَّ عليكم، بمخالفتِهنَّ لأوامركم، وتركِهنَّ طاعتَكم؛ بُغضًا منهنَّ لكم، وإعراضًا عنكم، فإذا تخوَّفتم من حدوثِ ذلك لظهور أماراته .
فَعِظُوهُنَّ
أي: فذكِّروهنَّ باللهِ عزَّ وجلَّ, وخوِّفوهنَّ وعيدَه وعقابَه على معصيةِ أزواجِهنَّ، ورغِّبوهنَّ في طاعتهم؛ بذِكرِ ما لهنَّ في ذلك من ثوابٍ عند اللهِ تعالى .
وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ
أي: فإنْ لم يُجْدِ الوعظُ معهنَّ، فلْتبتعدوا- أيُّها الأزواجُ- عن مكانِ اضطجاعِهنَّ، ولا تُجامِعوهنَّ .
وَاضْرِبُوهُنَّ
أي: فإنْ لم يُجْدِ معهنَّ الهِجرانُ في المضاجعِ، فاضرِبوهنَّ ضربًا غيرَ مبرِّح؛ لتأديبِهنَّ.
فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا
أي: فإنْ حصَل المقصودُ بواحدٍ من هذه الأمور، وأطَعْنَكم، فقد حصَل لكم ما تحبُّون؛ فاترُكوا معاتبتَهنَّ على الأمور الماضية، والتَّنقيبَ عن العيوب الَّتي يضرُّ ذِكرُها، فلا سبيلَ لكم عليهنَّ بعد ذلك، وليس لكم ضربُهنَّ .
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا
مصدر الشرح:
https://dorar.net/tafseer/4/12