احذر عقوبات الذنوب

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]”إن العقوبات تتراكم بحسب الذنوب جزاءً وفاقًا؛ لقوله تعالى: (فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ)[البقرة: 90]
[ابن عثيمين- تفسير سورة البقرة ج1 ص296].[/box]

الشرح والإيضاح

(بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاؤُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (90)).
بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللهُ.
أي: بئس الشيءُ باعوا به أنفسَهم الكفرُ، يعني: أنَّهم اختاروا الكفرَ وأخذوه، وبذلوا أنفسهم للنَّار؛ لأنَّ اليهود علِموا صِدقَ محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّمَ، وأنَّ مَن كذَّبه فالنار عاقبتُه، فاختاروا الكُفر وسلَّموا أنفسهم للنار .
بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ.
أي: إنَّ الذي حمَلهم على اختيار الكفر، حسدُهم لمن شاء الله تعالى أن يَخصَّه بفضله العظيم مِن دون عبادِه، فحسَدوا محمَّدًا صلَّى الله عليه وسلَّمَ على أنَّه هو الرسولُ المنتظَر؛ لأنَّه كان من ولد إسماعيل، ولم يكُن من بني إسرائيل .
فَبَاؤُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ.
أي: رجَع اليهودُ مستوجبين ومستصحبين غضبًا آخَرَ من الله تعالى عليهم؛ بسبب جحودِهم رسالةَ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ حسدًا منهم، إضافةً إلى الغضب الأوَّل الذي اكتسبوه لذنوبٍ سلَفتْ منهم .
وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ.
أي: وللجاحدين نبوَّةَ محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّمَ من الناس كلِّهم عذابٌ من الله يُهانون فيه ويُذلَّون.
مصدر الشرح:
https://dorar.net/tafseer/2/15