[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّ رَسولَ اللهِ ﷺ، عادَ رَجُلًا مِنَ المُسْلِمِينَ قدْ خَفَتَ فَصارَ مِثْلَ الفَرْخِ، فَقالَ له رَسولُ اللهِ ﷺ: هلْ كُنْتَ تَدْعُو بشيءٍ، أَوْ تَسْأَلُهُ إيّاهُ؟ قالَ: نَعَمْ، كُنْتُ أَقُولُ: اللَّهُمَّ ما كُنْتَ مُعاقِبِي به في الآخِرَةِ، فَعَجِّلْهُ لي في الدُّنْيا. فَقالَ رَسولُ اللهِ ﷺ: سُبْحانَ اللهِ لا تُطِيقُهُ، أَوْ لا تَسْتَطِيعُهُ، أَفلا قُلْتَ: اللَّهُمَّ آتِنا في الدُّنْيا حَسَنَةً وفي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنا عَذابَ النّارِ قالَ: فَدَعا اللَّهَ له، فَشَفاهُ. (صحيح مسلم ٢٦٨٨)[/box]
الشرح و الإيضاح
في هَذا الحديثِ يَقولُ أَنسٌ رضِي اللهُ عنه: إِنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عادَ رجلًا مَريضًا منَ المسلمينَ، أي: زارَه، قَد خَفَتَ صَوتُه فصارَ مِثلَ الفَرخِ، وهُو وَلدُ الطَّيرِ، يَعني أَضعَفَه المرضُ حتَّى صارَ ضعيفًا، مثلَ الفَرخِ؛ لضَعفِه وكَثرةِ نَحافتِه، فَسألَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: هَل كُنتَ تَدْعو بشَيءٍ أو تَسألُه إيَّاه؟ أي: هل كُنتَ تَدعو اللهَ بشَيءٍ منَ الأَدعيَةِ الَّتي يُسأَلُ فيها مَكروهٌ؟ أو: هل سَألتَ اللهَ البَلاءَ الَّذي أنتَ فيهِ؟ قال: نَعمْ . كُنتُ أَقولُ: اللَّهُمَّ! ما كُنتَ مُعاقِبي بِه في الآخِرَةِ، فعَجِّلْه لي في الدُّنيا عَنِّي، فاستَجابَ اللهُ دُعاءَه وابْتلاهُ بالمرَضِ حتَّى ضَعُفَ وصارَ مثلَ الفَرخِ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: سُبحانَ اللهِ! لا تُطيقُه، أي: في الدُّنيا، (ولا تَستطيعُه): في العُقبَى، وعَلَّمَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كيفَ يَدْعو، فقال لَه: أَفَلَا قُلْتَ أَو دَعوتَ بِهذا الدُّعاءِ: اللُّهمَّ رَبَّنا آتِنا في الدُّنيا حَسنَةً وفي الآخرَةِ حسنَةً وَقِنا عَذابَ النَّارِ؟ وحَسَنةُ الدُّنيا، يَدخُلُ فيها كُلُّ ما يَحسُنُ وُقوعُه عِندَ العَبدِ؛ مِن رِزقٍ هَنيءٍ واسعٍ حَلالٍ، وزَوجةٍ صالحةٍ، ووَلدٍ تقَرُّ به العَينُ، وراحةٍ، وعِلمٍ نافعٍ، وعَملٍ صالحٍ، ونَحوِ ذلكَ مِنَ المطالبِ المَحبوبَةِ والمُباحةِ. وحسنَةُ الآخرَةِ هي: السَّلامةُ منَ العُقوباتِ في القَبرِ والموقِفِ والنَّارِ، وحُصولُ رِضا اللهِ، والفوزُ بالنَّعيمِ المُقيمِ في الجَنَّة، والقُربُ مِنَ الله الرَّحيم الرَّحمن. قال أَنسٌ: فَدعا الرَّجلُ اللهَ بِهذا الدُّعاءِ الجامعِ، فشَفاه اللهُ.
مصدر الشرح:
https://dorar.net/hadith/sharh/17659