من يسَّر على معسر يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: “” مَاتَ رَجُلٌ فَقِيلَ لَهُ، قَالَ: كُنْتُ أُبَايِعُ النَّاسَ، فَأَتَجَوَّزُ عَنِ الْمُوسِرِ، وَأُخَفِّفُ عَنِ الْمُعْسِرِ. فَغُفِرَ لَهُ “” (صحيح البخاري: 2261). (فقيل له): ماذا كنت تعمل من الخير في حياتك. (أبايع) أبيعهم وأشتري منهم. فَأَتَجَوَّزُ: أنه يتساهل ويتسامح في البيع والاقتضاء.[/box]

الشرح و الإيضاح

يَحكي حُذَيْفةُ بنُ اليَمانِ رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صَلَّى الله عليه وسلَّم قالَ: إِنَّ مَعَ الدَّجَّالِ إِذا خَرَجَ ماءً ونارًا، فَأمَّا الَّذي يَرى النَّاسُ أنَّها النَّارُ فَماءٌ بارِدٌ، وأمَّا الَّذي يَرى النَّاسُ أنَّه ماءٌ بارِدٌ فَنارٌ تُحْرِق; فَمَن أدْرَكَ ذلك مِنْكم فَلْيَقَعْ في الَّذي يَرى أنَّها نارٌ، فَإِنَّه ماءٌ عَذْبٌ بارِدٌ. ثمَّ يَحكي حُذَيْفةُ رضي الله عنه أنَّه صَلَّى الله عليه وسلَّم قالَ: إِنَّ رَجُلًا كانَ فيمَن كانَ قَبْلكم أتاه المَلَكُ؛ ليَقْبِض رُوحَه، فَقَبَضَها، فَبَعَثَه اللهُ فَقالَ له: هَلْ عَمِلتَ مِن خَيْر؟ قالَ: ما أعْلَم. قيلَ له: انْظُرْ. قالَ: ما أعْلَمُ شَيْئًا غَيْرَ أنِّي كُنْت أُبايِعُ النَّاسَ في الدُّنْيا “فَأُجازيهم”، أي: أتقاضاهم الحَقَّ، آخُذُ منهم وأُعْطيهم. فَأُنظِرُ الموسِرَ، أي: أُمْهِله. وأتَجاوَز، أي: أتَسامَحُ عَن المُعْسِرِ، فَأدْخَلَه الله الجَنَّةَ. ثمَّ يَحكي حُذَيْفةُ رضي الله عنه أنَّه صَلَّى الله عليه وسلَّم قالَ: إِن رَجُلًا حَضَرَه المَوْتُ، فَلَمَّا يَئِسَ مِن الحَياةِ أوْصى أهْلَه: إِذا أنا مِتُّ فاجْمَعوا لي حَطَبًا كَثيرًا وأَوقِدوا لي فيه، في الحَطَبِ، نارًا وألْقوني فيها، حَتَّى إِذا أكَلَت النَّارُ لَحْمي وخَلَصَتْ، أي: وصَلَتْ، إلى عَظْمي “فامْتُحِشَتْ”، أيْ: احْتَرَقَتْ، فَخُذوها، أي: العِظامَ المُتَحَرِّقةَ، فاطْحَنوها، ثمَّ انْظُروا يَوْمًا “راحًا”، أي: كَثيرَ الرِّيحِ، “فاذْروه”، أي: طَيِّروه في اليَمِّ، أي: في البَحْرِ، فَفَعَلوا ما أوْصاهم بِه، فَجَمَعَه اللهُ فَقالَ له: لِمَ فَعَلتَ ذَلِكَ؟ قالَ: مِن خَشْيتِك. فَغَفَرَ اللهُ له. قالَ عَقَبةُ بنُ عَمْرٍو البَدْريُّ لِحُذَيْفةَ: وأنا سَمِعتُه صَلَّى الله عليه وسلَّم يَقولُ ذاكَ، وكانَ الرَّجُل المُوصي “نَبَّاشًا” لِلقُبورِ يَسرِقُ الأكْفانَ.
في الحَديثِ: بَيانُ بَعْضٍ مِن عَلاماتِ السَّاعةِ الكُبْرى، وهو خُروجُ الدَّجَّالِ.
وفيه: إِخْبارُه صَلَّى الله عليه وسلَّم عَن الغَيبِ.
وفيه: عِظَمُ ثَوابِ مَن أخَّرَ مُطالَبةَ المُعْسِرِ، أو وَضَعَ دَيْنَه

مصدر الشرح:
https://dorar.net/hadith/sharh/363