من علامات فلاح العبد

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ قال: “”قد أفلحَ من أسلمَ، ورُزِقَ كفافًا، وقنَّعَه اللهُ بما آتاهُ”” (صحيح مسلم ١٠٥٤). قال ابن حجر رحمه الله: “”ومعنى الحديث: أن مَن اتصف بتلك الصفات حصل على مطلوبه، وظفر بمرغوبه في الدنيا والآخرة”” (فتح الباري 11/275]. قال المناوي رحمه الله: «رُزِق كِفافًا»، وقنَّعه الله بالكفاف، فلم يطلب الزيادة. (فيض القدير 4/508).[/box]

الشرح والإيضاح

في هذا الحديثِ إرشادٌ مِنَ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم لِأُمَّتِه إلى أنَّ طلَبَ الزيادةِ على الكَفافِ لا يَنبغِي أن يُتعِبَ الإنسانُ نفسَه في طَلَبِه؛ لأنَّ المحمودَ مِنَ الرِّزقِ ما حَصَلَتْ به القُوَّةُ على الطاعةِ، ويكونُ الاشتِغالُ به على قَدْرِ الحاجَةِ.
فقال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: “قد أَفْلَحَ مَن أَسْلَمَ”، أي: قد حاز الفَلَاحَ وفاز به مَن أَسْلَمَ إسلامًا صحيحًا؛ لأنَّه خَلَص مِن الكُفرِ والشِّركِ، وهو الذَّنْبُ الذي لا يَغفِرُه الله، “ورُزِق كَفافًا”، أي: رُزِقَ الكِفايَةَ بلا زيادةٍ ولا نَقْصٍ، وما يَكُفُّ عن الحاجاتِ ويَدْفَعُ الضروراتِ والفَاقَاتِ، والمرادُ به: الرِّزقُ الحلالُ؛ لأنَّه لا فَلاحَ مع رزقٍ حرامٍ، وقولُه: “وقَنَّعَهُ الله بما آتَاهُ”، أي: رزَقه الله القَناعَةَ بما عندَه مِن الكَفافِ، فلم يَطلُبِ الزِّيادَةَ.
وفي الحديثِ: الفَوْزُ والفَلاحُ لِمَنْ أَسْلَمَ لله، ورَضِيَ بما قَسَمه الله له.
وفيه: أنَّ القَناعَةَ مِن أسبابِ الفَلَاحِ

مصدر الشرح:
https://dorar.net/hadith/sharh/21722