قال تعالى: ﴿وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ﴾ البقرة: 205.
تفسير القاسمي: ١/٨٢.
“وَإِذا تَوَلَّى”: انصرف عمَّن خدعه بكلامه، “سَعى”: مشى فِي الأرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها؛ بإدخال الشُّبَه في قلوب المسلمين، وباستخراج الحِيَل في تقوية الكفر. وهذا المعنى يسمى: فسادًا، وهو إثارة الشبهات والتشويش على الناس بإيمانهم.
الشرح والإيضاح
(وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا). أي: كما أنَّ مقالَه مُعْوجٌّ، واعتقاده فاسدٌ، فأفعاله كذلك سيِّئةٌ وقبيحة، فإذا خرَج وانصرف عنك هذا الذي يُعجِبُك قولُه، سار في الأرض مجتهدًا في إفسادِها بالكفر، والظُّلم، وعمَل المعاصي؛ كقَطْع الطَّريق، وإخافة السَّبيل، وغير ذلك. (وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ). أي: هِمَّتُه في إتلاف الحَرْث، وهو: محلُّ نَماء الزُّروع والثِّمار، وإتلاف النسل، وهو: نتاجُ الحيوانات؛ فهذانِ لا قِوام للنَّاس إلا بهما، وبإتلافِهما يختلُّ نظامُ الحياة، كما أنَّه إذا سعى في الأرض فسادًا بالكفرِ والظُّلم والمعاصي، منَع اللهُ تعالى القطرَ من السَّماءِ عقوبةً؛ فتَتْلَف الزُّروع، وتموت الحيوانات. (وَاللهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ). أي: إنَّ الله تعالى لا يحبُّ تلك الأفعالَ، ولا مَن قام بها، وإنْ قال بلسانه قولًا يُعجِب النَّاسَ . المصدر: https://dorar.net/tafseer/2/35