من آداب ذكر الله ودعائه

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””] عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: كنا معَ النبيِّ ﷺ في سفَرٍ، فكنا إذا عَلَونا كبَّرنا، فقال النبيُّ ﷺ: (أيُّها الناسُ اربَعوا على أنفسِكم، فإنكم لا تَدْعونَ أصمَّ ولا غائبًا، ولكنْ تَدْعونَ سميعًا بصيرًا) (صحيح البخاري ٦٣٨٤).[/box]

الشرح والإيضاح

لا يَعْمَلُ المؤمنُ عَمَلًا إلَّا بتوفيقِ اللهِ وهِدايتِه، ولو وَكَله الله إلى نفْسِه لَضَلَّ طريقَه؛ فكلُّ نِعمةٍ وقُوَّةٍ يَتقوَّى بها المرءُ على بُلوغِ غايتِه فإنَّما هي بِحَوْلِ الله تعالى ومَعُونَتِه؛ ولذلك كانت (لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلا بالله) كَنْزًا مِن كُنوز الجنةِ؛ لِمَا فيها مِنَ التبرُّؤِ مِن القُوَّةِ والحِيلَة، والإقرارِ بأنَّه لا يُوصَل إلى تدبيرِ أمرٍ وتغييرِ حالٍ إلا بِمَشِيئَةِ الله وعَوْنه، وهذا ما أَخْبَر به النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أَبَا مُوسَى الأَشْعَرِيَّ رضِي اللهُ عنه عندما كانوا راجِعِينَ مِن غَزْوِ خَيْبَرَ بعدَ أن مَنَّ الله عليهم بالنَّصْر، وقد ارتفعَتْ أصواتُهم بالتكبِير والتَّهْلِيلِ، فقال لهم رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «ارْبَعُوا على أَنفُسِكم»؛ أي: ارْفُقوا بأنفُسِكم، «إنَّكم لا تَدْعُونَ أَصَمَّ ولا غائبًا» يعني: مَن تَدْعُونَه هو السَّميعُ البَصير، يَسْمَع سِرَّكُم ونَجْوَاكُم، ولا يَخْفَى عليه شيءٌ مِن قولِكم، وكان أبو مُوسَى رضِي اللهُ عنه سائرًا خلفَ دابَّةِ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فسَمِعه النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم وهو يقول: لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلَّا بالله، فقال له: «ألَا أَدُلُّكَ على كلمةٍ مِنْ كَنْزٍ مِنْ كُنوزِ الجنة؟» فقال أبو مُوسَى رضِي اللهُ عنه: بَلَى يا رسولَ الله، فِدَاكَ أبي وأُمِّي! فقال: «لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلا بالله».
وفي الحديثِ: أنَّه لا يَنبغِي للإنسانِ أن يَشُقَّ على نفْسِه في أداءِ العباداتِ.
وفيه: استخدامُ أُسلوبِ السُّؤالِ والجوابِ في التعليمِ.
وفيه: استخدامُ أُسلوبِ التَّشْبِيهِ في التَّعليمِ.

مصدر الشرح:
https://dorar.net/hadith/sharh/907