ما مراتب الإيمان بالقدَر؟

الإيمان بالقدر خيره وشره على أربع مراتب:
الأول: الإيمان بأن الله تعالى عَلِم بكل بشيء جملةً وتفصيَلا: ﴿هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إلَهَ إلّا هُوَ عالِمُ الغَيْبِ والشَّهادَةِ﴾ الحشر ٢٢، وقال تعالى: ﴿وأنَّ اللَّهَ قَدْ أحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا﴾ الطلاق ١٢.
الثانية: الإيمان بكتابة ذلك، وأنه تعالى قد كتب جميع ما سبق به عِلْمُه أنه كائن في اللوح المحفوظ: ﴿ما أصابَ مِن مُصِيبَةٍ فِي الأرْضِ ولا فِي أنْفُسِكُمْ إلّا فِي كِتابٍ مِن قَبْلِ أنْ نَبْرَأها﴾ الحديد ٢٢.
الثالثة: الإيمان بأن كل شيء يقع بمشيئة الله تعالى: ﴿ويَفْعَلُ اللَّهُ ما يَشاءُ﴾ إبراهيم ٢٧.
الرابعة: الإيمان بأنه سبحانه هو المُوجِد للأشياء كلها، وأنه الخَالِق وحده ﴿اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ﴾ الرعد ١٦، ﴿وخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا﴾ الفرقان ٢.

الشرح و الإيضاح

﴿هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِی لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَۖ عَـٰلِمُ ٱلۡغَیۡبِ وَٱلشَّهَـٰدَةِۖ هُوَ ٱلرَّحۡمَـٰنُ ٱلرَّحِیمُ﴾ [الحشر ٢٢]
هذه الآيات الكريمات قد اشتملت على كثير من أسماء الله الحسنى وأوصافه العلى، عظيمة الشأن، وبديعة البرهان، فأخبر أنه الله المألوه المعبود، الذي لا إله إلا هو، وذلك لكماله العظيم، وإحسانه الشامل، وتدبيره العام، وكل إله سواه فإنه باطل لا يستحق من العبادة مثقال ذرة، لأنه فقير عاجز ناقص، لا يملك لنفسه ولا لغيره شيئا، ثم وصف نفسه بعموم العلم الشامل، لما غاب عن الخلق وما يشاهدونه، وبعموم رحمته التي وسعت كل شيء ووصلت إلى كل حي.
المصدر:
https://tafsir.app/saadi/59/22

﴿ٱللَّهُ ٱلَّذِی خَلَقَ سَبۡعَ سَمَـٰوَ ٰ⁠تࣲ وَمِنَ ٱلۡأَرۡضِ مِثۡلَهُنَّۖ یَتَنَزَّلُ ٱلۡأَمۡرُ بَیۡنَهُنَّ لِتَعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرࣱ وَأَنَّ ٱللَّهَ قَدۡ أَحَاطَ بِكُلِّ شَیۡءٍ عِلۡمَۢا﴾ [الطلاق ١٢]
[ثم] أخبر [تعالى] أنه خلق الخلق من السماوات السبع ومن فيهن والأرضين السبع ومن فيهن، وما بينهن، وأنزل الأمر، وهو الشرائع والأحكام الدينية التي أوحاها إلى رسله لتذكير العباد ووعظهم، وكذلك الأوامر الكونية والقدرية التي يدبر بها الخلق، كل ذلك لأجل أن يعرفه العباد ويعلموا إحاطة قدرته بالأشياء كلها، وإحاطة علمه بجميع الأشياء فإذا عرفوه بأوصافه المقدسة وأسمائه الحسنى وعبدوه وأحبوه وقاموا بحقه، فهذه الغاية المقصودة من الخلق والأمر معرفة الله وعبادته، فقام بذلك الموفقون من عباد الله الصالحين، وأعرض عن ذلك، الظالمون المعرضون.
المصدر:
https://tafsir.app/saadi/65/12

﴿مَاۤ أَصَابَ مِن مُّصِیبَةࣲ فِی ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِیۤ أَنفُسِكُمۡ إِلَّا فِی كِتَـٰبࣲ مِّن قَبۡلِ أَن نَّبۡرَأَهَاۤۚ إِنَّ ذَ ٰ⁠لِكَ عَلَى ٱللَّهِ یَسِیرࣱ﴾ [الحديد ٢٢]
يقول تعالى مخبرا عن عموم قضائه وقدره: ﴿مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ﴾ وهذا شامل لعموم المصائب التي تصيب الخلق، من خير وشر، فكلها قد كتبت في اللوح المحفوظ، صغيرها وكبيرها، وهذا أمر عظيم لا تحيط به العقول، بل تذهل عنده أفئدة أولي الألباب، ولكنه على الله يسير، وأخبر الله عباده بذلك لأجل أن تتقرر هذه القاعدة عندهم، ويبنوا عليها ما أصابهم من الخير والشر،
المصدر:
https://tafsir.app/saadi/57/22

(وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ).
أي: ويفعَلُ اللهُ ما يشاءُ مِن هدايةِ المؤمنينَ وتَثبيتِهم، وإضلالِ الظَّالمينَ وخِذلانِهم .
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/14/7

(قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ).
أي: قُل- يا محمَّدُ- للمُشرِكينَ: اللهُ خالِقُ كُلِّ شَيءٍ، وقد خلَقَكم وخلَقَ آلهَتَكم، فكيف تعبُدونَها مع اللهِ، وهو المستحِقُّ للعبادةِ وَحدَه ؟!
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/13/5

(وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا).
أي: وأوجَد اللهُ كلَّ شيءٍ مِن المخلوقاتِ الكبيرةِ والصَّغيرةِ، فأتقَنَه وهيَّأه لِما يَصلُحُ له، وجعَلَه مُحْكَمًا، لا تفاوُتَ فيه ولا خَللَ، على ما أراد سُبحانَه بحِكمتِه.
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/25/1

تحميل التصميم