ما فائدة التقليل من الحلف واليمين؟

قال تعالى: (وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ) البقرة: 224.

المعنى: لا تستكثروا من اليمين بالله؛ فإنه أهيب للقلوب؛ قال تعالى: ﴿وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ﴾ سورة المائدة:٨٩.

وذمَّ مَن كثر اليمين فقال: ﴿وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ﴾ سورة القلم: ١٠.

تفسير القرطبي: ٤/١٣.

الشرح والإيضاح

(وَلَا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ).
أي: لا تجعلوا الحَلِفَ بالله تعالى حُجَّةً لكم تمنعُكم من القيام بفِعل الخيرات، كبرِّ الوالدين وذِي القربى، أو تمنعكم من تحقيقِ التَّقوى بامتثال ما أمر الله تعالى به واجتناب ما نهى عنه، أو تمنعكم من السَّعي في الإصلاح بين النَّاس بالمعروف، وذلك كأنْ يحلفَ امرؤٌ بالله تعالى على ألَّا يصل رحِمَه، فإذا طُلب منه أن يَفعل ما أمر الله تعالى به من صِلة الرَّحِم، قال: قد حلفتُ ألَّا أفعل ذلك، فيجعل الحلفَ بالله عزَّ وجلَّ حجَّة يتقوَّى بها على ترك الخيرات، فنهى الله تعالى عباده عن ذلك، فإذا حلف أحدُهم فليس له الامتناعُ من ذلك والتعلُّل باليمين، بل عليه أن يَحنثَ، ويكفِّر عن يمينه، ويأتي الذي هو خير .
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/2/38

(وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ).
أي: واحْفَظوا- أيُّها المؤمنون- أيمانَكم عن الحَلِف باللهِ تعالى كَذِبًا، وعن كثرةِ الحَلِف، وعن الحِنْثِ فيها- إلَّا إنْ كان الحِنثُ خَيرًا- وعن ترْكِ الكفَّارة إذا لزِمَتْكُم.
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/5/27

﴿وَلَا تُطِعۡ كُلَّ حَلَّافࣲ مَّهِینٍ﴾ [القلم ١٠]
﴿وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ﴾ أي: كثير الحلف، فإنه لا يكون كذلك إلا وهو كذاب، ولا يكون كذابًا إلا وهو ﴿مُهِينٌ﴾ أي: خسيس النفس، ناقص الهمة، ليس له همة في الخير، بل إرادته في شهوات نفسه الخسيسة.
المصدر:
https://tafsir.app/saadi/68/10

تحميل التصميم