ما الفرق بين العفو والصفح؟

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]‏﴿ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ﴾ [النور: 22] ▪ العفو: ستر الذنوب من غير مؤاخذة. ▪ الصفح: الإغضاء عن المكروه””. (تفسير العز بن عبد السلام).[/box]

الشرح و الإيضاح

(وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
سَبَبُ النُّزولِ:
عن أمِّ المؤمنين عائِشةَ بنتِ أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ -رَضِيَ الله عنهما- في قِصَّةِ الإفكِ، قالت: ((فأنزل اللهُ: إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ [النور: 11] العشرَ الآياتِ كُلَّها في براءتي، فقال أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ -وكان يُنفِقُ على مِسْطَحٍ لِقَرابتِه منه-: واللهِ لا أُنفِقُ على مِسطَحٍ شَيئًا أبدًا بعد الذي قال لعائشةَ؛ فأنزل اللهُ: وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [النور: 22]. قال أبو بكرٍ: بلى واللهِ، إنِّي لَأُحِبُّ أن يَغفِرَ اللهُ لي، فرجَعَ إلى مِسْطَحٍ النَّفقةَ التي كان يُنفِقُ عليه، وقال: واللهِ لا أنزِعُها عنه أبدًا)) .

(وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ).
أي: ولا يَحلِفْ باللهِ أصحابُ الفَضلِ والغِنى وذَوو السَّعةِ في الرِّزقِ، على ألَّا يُنفِقوا ويُعطوا الصَّدَقاتِ أقارِبَهم والمساكينَ والمُهاجرينَ في سَبيلِ اللهِ.

(وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا).
أي: ولْيَعْفُ ذَوو الفَضلِ والسَّعةِ منكم عن أولئك المحتاجينَ الذين خاضُوا في الإفكِ، ويتجاوَزوا عنهم، ويُعرِضوا عن ذَنبِهم، ويَترُكوا عُقوبتَهم؛ فلا يَمْنعوهم مِن الصَّدقاتِ والنَّفَقاتِ التي كانوا يُقدِّمونَها إليهم مِن قبْلُ.

(أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ).
أي: ألا تُحِبُّونَ أن يَستُرَ اللهُ ذُنوبَكم، ويَتجاوزَ عن مؤاخَذتِكم بها؟ إذَنْ فاعفُوا واصفَحوا عمَّن أساؤوا إليكم؛ لِيَغفِرَ اللهُ لكم.

(وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
أي: واللهُ ساترٌ لذُنوبِ التَّائبينَ الطَّائعينَ، ومُتجاوِزٌ عن مؤاخَذتِهم بها، رحيمٌ بعبادِه المؤمِنينَ الصَّالحينَ.

مصدر الشرح:
https://dorar.net/tafseer/24/5