[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]عَنْ أَنَسٍ بن مالك رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: «يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لأَهْوَنِ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا: لَوْ كَانَتْ لَكَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا أَكُنْتَ مُفْتَدِيًا بِهَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ. فَيَقُولُ: قَدْ أَرَدْتُ مِنْكَ أَهْوَنَ مِنْ هَذَا، وَأَنْتَ فِي صُلْبِ آدَمَ أَنْ لاَ تُشْرِكَ -أَحْسَبُهُ قَالَ- وَلاَ أُدْخِلَكَ النَّارَ؛ فَأَبَيْتَ إِلاَّ الشِّرْكَ». (صحيح مسلم 2805).[/box]
الشرح و الإيضاح
قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا في الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِه مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [الزمر: 47]، فعندما يُعاينُ الكفَّارُ ما وعدَهم ربُّهم ويَتيقَّنُونَ أنَّه الحقُّ، وأنَّهم خاِلدونَ في العذابِ، يَوَدُّ أحدُهم لو أنَّ له مُلْكَ الأرضِ كُلَّه؛ لِيفتدِيَ به نفسَهُ مِنَ العذابِ المقيمِ، ولكنْ كلمةُ اللهِ قد نفَذَتْ ووعدُهُ قد مضَى، فلا فِكاكَ ولا خلاصَ لهم مِنَ العذابِ، وقد سألهَمُ اللهُ تعالى ما هو أيسرُ مِن ذلك في الدُّنيا، وهو أنْ يُوحِّدُوه ولا يُشركوا به شيئًا، وذلك وهُم في صُلبِ آدمَ؛ كما قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا} [الأعراف: 172]، ولكنَّه أَبى أنْ يَلتزمَ بهذا الميثاقِ فخُلِّدَ في جَهنَّمَ جزاءً وفاقًا.
مصدر الشرح:
https://dorar.net/hadith/sharh/14890