لا تتصيد لزوجتك الأخطاء

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]قال رسول الله ﷺ: ” وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا” (صحيح البخاري 4890).
قال الإمام ابـن حزم: “والإحسان إلى النساء فَرْض، ولا يحل تتبع عثراتهن[/box]

الشرح والإيضاح

“في هذا الحديثِ يُرشِدُ النَّبيُّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم إلى التَّحَلِّي بِالآدابِ والأخْلاقِ الَّتي تَزيدُ الأُلفةَ والمَوَدَّةَ بينَ المُسلِمينَ، ومنها: عَدَمُ إيذاءِ الجارِ فَيَقولُ: مَن كانَ يُؤمِنُ بِاللَّهِ الَّذي خَلَقَه إيمانًا كامِلًا، واليَومِ الآخِر الَّذي إلَيهِ مَعادُه وفيه مُجازاتُه بِعَمَلِه، فَلا يُؤذِ جارَه.
وكان صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كثيرًا ما يُوصي بالنِّساءِ، وقد قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «خَيرُكم خَيرُكم لأَهلِه»، ولَمَّا كان في خَلْقِ النِّساءِ عِوجًا بأَصلِ خِلقَتِهن نَبَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على ذلك، فقال في هذا الحديث: «استَوْصُوا بالنِّساءِ»، يَعني: تَواصَوْا فيما بينكم بالإحسانِ إليهِنَّ؛ «فإنَّ المرأَةَ خُلِقَت مِن ضِلَعٍ»، والضِّلَعُ أحدُ عِظامِ الصَّدرِ، والمعنى: أنَّ في خَلقِهن عِوجًا من أصلِ الخِلْقَةِ، «وإنَّ أعوجَ شَيءٍ في الضِّلَعِ أعلاه»، فوصَفَها بذلك للمبالَغَةِ في وصْفِ الاعوِجاجِ، وللتَّأكيدِ على معنى الكَسْر؛ لأنَّ تَعذُّرَ الإقامةِ في الجِهة العُليا أمْرُه أظهرُ، وقيل: يُحتَملُ أن يكونَ ذلك مثلٌ لأعلى المرأةِ؛ لأنَّ أعلاها رأسُها، وفيه لسانُها، وهو الَّذي ينشأُ منه الاعوِجاجُ، وقيل: أَعوجُ هاهنا من بابِ الصِّفة، لا من بابِ التَّفضيلِ؛ لأنَّ أفعلَ التَّفضيلِ لا يُصاغُ منَ الألوانِ والعُيوبِ، «فإن ذهبتَ تُقيمُه كَسَرْتَه»، يَعني: إذا أَرَدْتَ أن تُقيمَ الضِّلعَ وتَجعَلَه مُستقيمًا فإنَّه يَنْكَسِرُ، وكذلك المرأَةُ إن أَردْتَ منها الاستقامَةَ التَّامَّةَ في الخُلُقِ أدَّى الأمرُ إلى طَلاقِها، «وإنْ تَركْتَه لم يَزلْ أعوجَ، فاستَوْصُوا بالنِّساءِ»، يَعني: أنَّه لا سَبيلَ إلَّا بالصَّبرِ على هذا الاعوِجاجِ، فيَجِبُ الصَّبرُ عليه والإحسانُ إليهنَّ، وحُسنُ مُعاشرتِهنَّ مع ذلك.
مصدر الشرح:
https://dorar.net/hadith/sharh/23590″