فضل سكنى المدينة المنورة

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال ﷺ: “”لا يصبر على لأواءِ المدينةِ وشدتِها أحدٌ من أمتي، إلا كنت له شفيعًا يومَ القيامةِ أو شهيدًا”” (صحيح مسلم: 1378).[/box]

الشرح والإيضاح

في هَذا الحَديثِ: أنَّ مَولاةً لعبدِ اللهِ بنِ عُمرَ رضِي اللهُ عنه أَتتْه في وقتٍ حَدثتْ به بعضُ الفِتَنِ بينَ المُسلمينَ مِن قِتالٍ ونحوِه، فقالت: إِنِّي أردتُ الخُروجَ، يا أَبا عبدِ الرَّحمنِ، اشتدَّ عَلينا الزَّمانُ، فأَنكرَ عَليها ذلكَ ابنُ عُمرَ رضِي اللهُ عنهما، وحثَّها عَلى سُكنَى المَدينةِ؛ لِما فيهِ منَ الفَضلِ، فَقال: اقعُدي لَكاعِ، واللَّكاعِ تُطلقُ عَلى اللَّئيمِ وَعلى العبدِ وَعَلى الغَبيِّ الَّذي لا يَهتدي لكَلامِ غَيرِه وَعلى الصَّغيرِ، ثُمَّ بيَّن لها سببَ أمْرِه إيَّاها بالبَقاء بالمَدينةِ، فَقال: فإنِّي سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، يَقولُ: (لا يَصبرُ عَلى لَأْوائِها وشدَّتِها أحدٌ، إلَّا كُنتُ له شهيدًا أو شَفيعًا يومَ القيامةِ)، أي: لا يَصبرُ عَلى لَأْوائِها، وهوَ الشِّدَّةُ والجوعُ، إلَّا كان الرَّسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لهُ شهيدًا أو شفيعًا يومَ القيامةِ، أي: إنَّ الرَّسولَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يكونُ شهيدًا لبعضِ أَهلِ المَدينةِ وشفيعًا لبَقيَّتِهم، أو يكونُ شفيعًا للعاصِينَ, وشهيدًا للمُطيعينَ، أو شَهيدًا لمَن ماتَ في حياتِه, وشفيعًا لمَن ماتَ بعدَه، أو تَكون (أو) هنا بمَعنى الواوِ، ويَكونُ المَعنى أنَّه يكونُ شفيعًا وشَهيدًا له،. وهَذه خُصوصيَّةٌ زائدةٌ عَلى الشَّفاعةِ للمُذنبينَ أو للعالَمينَ في القيامةِ وَعلى شَهادتِه عَلى جميعِ الأُمَّة.

مصدر الشرح:
https://dorar.net/hadith/sharh/20103