فضل التوحيد وثوابه العظيم

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]قال رسول الله ﷺ: (مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ؛ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنْ الْعَمَلِ) ‎(صحيح البخاري 3252). [/box]

الشرح و الإيضاح

افترى النَّصارَى على اللهِ الكذِبَ، وادَّعَوْا أنَّ له ولدًا، وهو مِن أقبحِ ما قيل في حقِّه سبحانه؛ ولذلك فإنَّ الإيمانَ لا يستقيمُ لأحدٍ حتَّى يُقِرَّ بوحدانيَّةِ اللهِ تعالى، وأنَّه مُنزَّهٌ عن كلِّ نقصٍ وعيبٍ؛ فهو الأحدُ الصَّمَدُ، الَّذي لم يلِدْ ولم يولَدْ، وفي هذا الحديثِ تعريضٌ بالنَّصارى في ادِّعائِهم على اللهِ الولدَ؛ فإنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أخبَر أَّن الجنَّةَ هي مثوى مَن شهِد أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وحده لا شريكَ له، وأنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه، وأنَّ عيسى عبدُ اللهِ ورسولُه، وكلمتُه ألقاها إلى مريمَ، ورُوحٌ منه، ومعنى قوله: وكلمتُه: أنَّه خُلِقَ بقولِه تعالى: كُنْ، وقيل: إنَّ هذا إشارةٌ إلى أنَّه حجَّةُ اللهِ على عبادِه، أبدَعَه مِن غير أبٍ، وأنطَقه في غيرِ أوانِه، وأحيَا الموتى على يدِه، وقيل: لأنَّه قال في صِغَره: إنِّي عبدُ اللهِ، ومعنى قوله: ورُوحٌ منه، أي: إنه مخلوق مِن رُوحٍ مخلوقةٍ، وأُضِيفت الرُّوحُ إلى اللهِ على وجهِ التَّشريفِ؛ كما قال سبحانه: {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ} [الجاثية: 13]، أي: مِن خَلقِه ومِن عندِه، وتسميتُه عليه السَّلام بالرُّوحِ؛ لأنَّه وُجِدَ مِن غيرِ أبٍ، فأحياه اللهُ تعالى مِن غيرِ الأسبابِ المُعتادة.
وقوله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أدخلَه اللهُ الجنَّةَ على ما كان مِن العملِ، دليلٌ على أنَّ العُصاةَ مِن المُسلِمين لا يُخَلَّدون في النَّارِ، والمعنى: أنَّ مَن شهِد أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللهِ، وأنَّ عيسى عبدُ اللهِ ورسولُه، وأنَّ النَّارَ حقٌّ، والجنَّةَ حقٌّ – يدخُلُ الجنَّةَ في حالِ استحقاقِه العذابَ بموجِبِ أعمالِه مِن الكبائرِ.

مصدر الشرح:
https://dorar.net/hadith/sharh/9898