قال تعالى: (وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) البقرة: 224.
ختم الآية بهذين الاسمين الكريمين، فقال: ﴿والله سميع﴾؛ أي: لجميع الأصوات، ﴿عليم﴾ بالمقاصد والنيات؛ ومنه سماعه لأقوال الحالفين، وعلمه بمقاصدهم هل هي خير أم شر، وفي ضمن ذلك التحذير من مجازاته، وأن أعمالكم ونياتكم قد استقر علمها عنده.
تفسير السعدي: ص١٠٠.
الشرح والإيضاح
(وَلَا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ).
أي: لا تجعلوا الحَلِفَ بالله تعالى حُجَّةً لكم تمنعُكم من القيام بفِعل الخيرات، كبرِّ الوالدين وذِي القربى، أو تمنعكم من تحقيقِ التَّقوى بامتثال ما أمر الله تعالى به واجتناب ما نهى عنه، أو تمنعكم من السَّعي في الإصلاح بين النَّاس بالمعروف، وذلك كأنْ يحلفَ امرؤٌ بالله تعالى على ألَّا يصل رحِمَه، فإذا طُلب منه أن يَفعل ما أمر الله تعالى به من صِلة الرَّحِم، قال: قد حلفتُ ألَّا أفعل ذلك، فيجعل الحلفَ بالله عزَّ وجلَّ حجَّة يتقوَّى بها على ترك الخيرات، فنهى الله تعالى عباده عن ذلك، فإذا حلف أحدُهم فليس له الامتناعُ من ذلك والتعلُّل باليمين، بل عليه أن يَحنثَ، ويكفِّر عن يمينه، ويأتي الذي هو خير .
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/2/38