عبادة السر سبب لمحبة الله

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””] قال رسول الله ﷺ: “” إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعَبْدَ التَّقِيَّ الْغَنِيَّ الْخَفِيَّ””(صحيح مسلم 2965). فَسَّرَ الْعُلَمَاءُ مَحَبَّةَ اللَّهِ لِعَبْدِهِ بِأَنَّهَا إرَادَتُهُ الْخَيْرَ لَهُ وَهِدَايَتُهُ وَرَحْمَتُهُ، وَنَقِيضُ ذَلِكَ بُغْضُ اللَّهِ لَهُ. وَالتَّقِيُّ هُوَ الْآتِي بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِ الْمُجْتَنِبُ لِمَا يُحَرَّمُ عَلَيْهِ، وَالْغِنَى هُوَ غِنَى النَّفْسِ، فَإِنَّهُ الْغِنَى الْمَحْبُوبُ. وَالْخَفِيُّ: أَيْ الْخَامِلُ الْمُنْقَطِعُ إلَى عِبَادَةِ اللَّهِ، وَالِاشْتِغَالِ بِأُمُورِ نَفْسِهِ (سبل السلام بتصرف واختصار).[/box]

الشرح والإيضاح

في هَذا الحديثِ أنَّ سَعدَ بنَ أَبي وَقَّاصٍ كانَ في إِبِلِه يَرعاها فَجاءَه ابنُه عُمرُ فَلمَّا رَآه سَعدُ، قال: أَعوذُ باللهِ مِن شَرِّ هَذا الرَّاكبِ؛ حَذرًا إنْ كانَ آتيَه بأَمرٍ فيه شرٌّ لَه. فَقال له ابنُه: أَنَزَلْتَ في إِبِلكَ وغَنَمِك وتَركْتَ النَّاسَ يَتنازَعون المُلكَ بَينَهم؟ فضَرَبَ سَعدٌ في صَدرِه وذَكَرَ لَه قَولَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فَقال: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقولُ: (إنَّ اللهَ يُحبُّ العَبدَ التَّقيَّ الغنيَّ الخَفيَّ)، والتَّقيُّ هُو الآتي بِما يَجبُ عَليه المُجتنِبُ لِما يَحرُمُ عليه، والغَنيُّ، أي: غَنيُّ النَّفْسِ؛ فصاحِبُ القَناعةِ هُو الغَنيُّ ولَيس كَثيرَ المالِ؛ فإنَّ الغِنَى غِنى النَّفْسِ والخَفيُّ، أيِ: الخامِلُ المُنقطِعُ إِلى العِبادةِ والاشتِغالِ بأُمورِ نَفسِه، والإشارَةُ بالخَفيِّ إِلى خُمولِ الذِّكْرِ والشُّهرةِ عندَ النَّاسِ، فالغالِبُ عَلى الخاملِ السَّلامَةُ.
مصدر الشرح:
https://dorar.net/hadith/sharh/822