حُسْن القصد والإخلاص لله في التواضع

قال شيخ الإسلام ابن تيمية
«فلو تواضع ليرفعه الله سبحانه لم يكن متواضعًا، فإنه يكون مقصوده الرفعة، وذلك ينافي التواضع، روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي ﷺ قال: «وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه الله» صحيح مسلم: 2588.

الفتاوى الكبرى: ٦/ ٢٧٩.

الشرح والإيضاح

يُبَيِّنُ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في هذا الحديثِ أنَّه ما نَقَصَتْ صَدقةٌ مِن مالٍ، أي: ما نَقَصَتْ صدقةٌ مالًا أو بعضَ مالٍ أو شيئًا مِن مالٍ، بَلْ تَزيدُ أضعافَ ما يُعطَى منه بأنْ يَنجَبِرَ بِالبركةِ الخفيَّةِ، أوْ بِالعطِيَّةِ الجليَّةِ، أو باِلمثُوبةِ العلِيَّةِ. وأنَّه ما زادَ اللهُ عبدًا بِعفوٍ، أي: بِسببِ عَفوِه عَنْ شيءٍ مَعَ قدرتَهِ على الانتقامِ إلَّا عِزًّا وسيادةً وعَظمةً في القلوبِ. وأنَّه ما تَواضَعَ أحدٌ لِلَّهِ بأنْ أَنزَلَ نْفسَه عَنْ مَرتبةٍ يَستحقُّها؛ لِرجاءِ التَّقرُّبِ إلى اللهِ دُونَ غَرَضٍ غَيرِه، إلَّا رفَعَه اللهُ تعالى؛ إمَّا رَفَعَه في الدُّنْيا أوْ رَفَعَه في الآخِرةِ أو في الاثنينَ.
في الحديثِ: أنَّ الصَّدقةَ لا تَنقُصُ المالَ، بَل تَزيدُه؛ لِمَا تدفَعُه عَنْه الصَّدقةُ مِنَ الآفاتِ، وتَنزلُ بِسببِها البركاتُ.
وفيه: أنَّ مَن عُرِفَ بِالعفوِ والصَّفحِ سادَ وعَظُمَ في قلوبِ النَّاسِ، وأنَّ مَن تَواضَعَ للهِ تعالى رَفَعَه اللهُ في الدُّنْيَا والآخرةِ.
مصدر الشرح:
https://dorar.net/hadith/sharh/17187

تحميل التصميم