جواز النوم في المسجد للحاجة

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: اسْتُعْمِلَ عَلَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ مِنْ آلِ مَرْوَانَ، قَالَ: فَدَعَا سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ فَأَمَرَهُ أَنْ يَشْتِمَ عَلِيًّا، قَالَ: فَأَبَى سَهْلٌ، فَقَالَ لَهُ: أَمَّا إِذْ أَبَيْتَ، فَقُلْ: لَعَنَ اللَّهُ أَبَا التُّرَابِ. فَقَالَ سَهْلٌ: مَا كَانَ لِعَلِيٍّ اسْمٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَبِي التُّرَابِ، وَإِنْ كَانَ لَيَفْرَحُ إِذَا دُعِيَ بِهَا. فَقَالَ لَهُ: أَخْبِرْنَا عَنْ قِصَّتِهِ، لِمَ سُمِّيَ أَبَا تُرَابٍ؟ قَالَ: جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بَيْتَ فَاطِمَةَ، فَلَمْ يَجِدْ عَلِيًّا فِي الْبَيْتِ، فَقَالَ: ” أَيْنَ ابْنُ عَمِّكِ؟ ” فَقَالَتْ: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ شَيْءٌ، فَغَاضَبَنِي، فَخَرَجَ، فَلَمْ يَقِلْ عِنْدِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لِإِنْسَانٍ: ” انْظُرْ أَيْنَ هُوَ؟ ” فَجَاءَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هُوَ فِي الْمَسْجِدِ رَاقِدٌ. فَجَاءَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، وَهُوَ مُضْطَجِعٌ قَدْ سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ شِقِّهِ، فَأَصَابَهُ تُرَابٌ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَمْسَحُهُ عَنْهُ، وَيَقُولُ: ” قُمْ أَبَا التُّرَابِ، قُمْ أَبَا التُّرَابِ ” (صحيح البخاري 430).[/box]

الشرح والإيضاح

جاء رجلٌ إلى سَهْلِ بن سَعدٍ رضِي اللهُ عنه، فقال: هذا فُلان؛ يعني: أميرَ المدينةِ يَدْعو عليًّا رضِي اللهُ عنه عندَ الْمِنْبر، أي: يُذَكِّره بشيءٍ غير مَرْضِيٍّ، يقول له: أبو تُرَاب، فضحِك سَهْلٌ رضِي اللهُ عنه، وقال: والله ما سمَّاه أبا تُرَابٍ إلَّا النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وما كان له اسمٌ أحبُّ إليه مِنه، “فاستَطْعَمتُ الحديثَ سهلًا”، أي: سألتُ سَهلًا عن الحديثِ، وقلتُ: يا أبا عبَّاسٍ، كيف ذلك؟ قال: دخَل عليٌّ على فاطمةَ رضِي اللهُ عنهما ثمَّ خرَجَ فاضطجَع في الْمَسجدِ، فقال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: ((أين ابنُ عمِّكِ عليٌّ؟))، قالت: في المسجد، فخرَج إليه صلَّى الله عليه وسلَّم فوجَد رِداءَه قد سقَط عن ظَهْره وخَلَص، أي: وصَل التُّرابُ إلى ظهرِه، فجَعَل صلَّى الله عليه وسلَّم يَمسَحُ الترابَ عن ظَهرِه فيَقولُ له: ((اجلِسْ يا أبا تُرابٍ))، مرَّتين.
وفي الحديث: فَضِيلَةُ عَليٍّ رَضِي الله عنه، وعلوُّ مَنْزِلَته عِنْد النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ لأنَّه مشَى إليه ودخَلَ المسجدَ ومسَحَ التُّرابَ عن ظَهرِه واسترضاه تلطُّفًا به؛ لأنَّه كان وقَع بينَ عليٍّ وفاطمةَ شيءٌ.
مصدر الشرح:
https://dorar.net/hadith/sharh/11942