تفسير قول الله تعالى: عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]قال الله تعالى: {هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ * مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ * عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} [سورة القلم: 11-13] {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ} أي: غليظ شَرِس الخلق قاسٍ غير منقادٍ للحق {زَنِيمٍ} أي: دَعِيّ، ليس له أصل و[لا] مادة ينتج منها الخير، بل أخلاقه أقبح الأخلاق، ولا يُرْجَى منه فلاح، له زنمة أي: علامة في الشر، يُعرَف بها. وحاصل هذا أن الله تعالى نهى عن طاعة كل حلاف كذاب، خسيس النفس، سيئ الأخلاق، خصوصًا الأخلاق المتضمنة للإعجاب بالنفس، والتكبر على الحق وعلى الخلق، والاحتقار للناس، كالغيبة والنميمة، والطعن فيهم، وكثرة المعاصي. (تفسير العلامة السعدي رحمه الله تعالى).[/box]

الشرح و الإيضاح

﴿هَمَّاز مَّشَّاۤءِۭ بِنَمِیم﴾ [القلم ١١]
﴿هَمَّازٍ﴾ أي: كثير العيب [للناس] والطعن فيهم بالغيبة والاستهزاء، وغير ذلك.
﴿مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ﴾ أي: يمشي بين الناس بالنميمة، وهي: نقل كلام بعض الناس لبعض، لقصد الإفساد بينهم، وإلقاء العداوة والبغضاء.

﴿مَّنَّاع لِّلۡخَیۡرِ مُعۡتَدٍ أَثِیمٍ﴾ [القلم ١٢]
﴿مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ﴾ الذي يلزمه القيام به من النفقات الواجبة والكفارات والزكوات وغير ذلك، ﴿مُعْتَدٍ﴾ على الخلق في ظلمهم، في الدماء والأموال والأعراض ﴿أَثِيمٍ﴾ أي: كثير الإثم والذنوب المتعلقة في حق الله تعالى

﴿عُتُلِّۭ بَعۡدَ ذَ ٰ⁠لِكَ زَنِیمٍ﴾ [القلم ١٣]
﴿عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ﴾ أي: غليظ شرس الخلق قاس غير منقاد للحق ﴿زَنِيمٍ﴾ أي: دعي، ليس له أصل و [لا] مادة ينتج منها الخير، بل أخلاقه أقبح الأخلاق، ولا يرجى منه فلاح، له زنمة أي: علامة في الشر، يعرف بها.
وحاصل هذا، أن الله تعالى نهى عن طاعة كل حلاف كذاب، خسيس النفس، سيئ الأخلاق، خصوصًا الأخلاق المتضمنة للإعجاب بالنفس، والتكبر على الحق وعلى الخلق، والاحتقار للناس، كالغيبة والنميمة، والطعن فيهم، وكثرة المعاصي.

مصدر الشرح:
https://tafsir.app/saadi/68/13