تعريف النبي ﷺ للغيبة

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””] سأل النبي ﷺ أصحابه: (أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ). قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: (ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ). قِيلَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ؟ قَالَ: (إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ) [صحيح مسلم 2589]. الغِيبَة هي ذِكْر الإنسان الغائب بما فيه من نقصٍ ممَّا يكرهه. وإذا لم يكن ذلك العيب فيه كان هذا العمل بهتانًا وهو الكذب، فيجمع المغتاب بين كبيرتين: الغِيبَة والكذب والافتراء.[/box]

الشرح والإيضاح

يَنْهَى النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عَنْ مَساوئِ الأخلاقِ، ومنها-كما في هذا الحديثِ-: الغِيبةُ، وهي مِن أقبحِ القَبائحِ وأكثَرِها انتشارًا بَيْنَ النَّاسِ؛ حتَّى إنَّه لا يكادُ يَسلمُ منها إلَّا القليلُ مِنَ النَّاسِ؛ فَيَسألُ أصحابَه: أَتدْرُونَ، أي: أَتَعلمونَ مَا الغِيبةُ؟ فَأَجابوا: اللهُ ورسولُهُ أعلمُ؛ فَأجابَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ذِكْرُكَ، أي: أَيُّهَا المخاطَبُ- خِطابًا عامًّا- أَخاكَ، أي: المسلمَ، بما يَكرَهُه، أي: بما لو سَمِعَهُ لَكَرِهَه، فَسألَ بعضُ الصِّحابةِ: أفرأيتَ، أي: فَأَخْبِرْنِي إنْ كان في أخِي ما أقولُ، أي: مِنَ الْمَنْقَصَةِ؟ فَأجابَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إنْ كان فيه ما تقولُ، أي: مِنَ العيبِ والمنقصَةِ، فَقدِ اغتَبْتَه، أي: لا مَعنى لِلغِيبةِ إلَّا هذا، وهو أنْ تكونَ الْمَنْقَصَةُ فيه؛ وإنْ لم يَكُنْ فيه ما تقولُ، فقد بَهَتَّهُ، أي: قُلْتَ عليه الْبُهتانَ وهو كَذِبٌ عَظيمٌ يُبْهَتُ فيه مَن يُقالُ في حَقِّهِ.
في الحديثِ: بيانُ مَعنى الغِيبةِ، والفرقِ بَيْنَها وبَيْنَ البُهتانِ.
وفيه: النَّهيُ عَنِ الغِيبةِ وَالبُهتانِ.
مصدر الشرح:
https://dorar.net/hadith/sharh/17190