قال ابن القيم رحمه الله: «إذا جرى على العبد مقدور يكرهه، فله فيه ستة مشاهد:
أحدها: مشهد التوحيد، وأن الله هو الذي قدَّره وشاءَه وخلقه، وما شاء الله كان، وما لم يشاء لم يكن.
الثاني: مشهد العدل، وأنه ماضٍ فيه حُكْمُه، عدلٌ فيه قضاؤه.
الثالث: مشهد الرحمة، وأن رحمته في هذا المقدور غالبة لغضبه وانتقامه، ورحمته حشوه.
الرابع: مشهد الحكمة، وأن حكمته سبحانه اقتضت ذلك، لم يقدّره سدًى ولا قضاه عبثًا.
الخامس: مشهد الحمد، وأن له سبحانه الحمد التامّ على ذلك من جميع وجوهه.
السادس: مشهد العبودية، وأنه عبدٌ محضٌ من كل وجهٍ، تجري عليه أحكام سيّده وأقضيته بحكم كونه مِلْكه وعبده، فيصرّفه تحت أحكامه القدرية كما يصرفه تحت أحكامه الدينية».
الفوائد ص46-47، بتصرف واختصار.
