تأملات في قصة بني إسرائيل في القرآن

قال تعالى: (قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ) البقرة: 246.
أي: أي شيء يمنعنا من القتال وقد ألجأنا إليه، بأن أخرجنا من أوطاننا وسُبيت ذرارينا، فهذا موجب لكوننا نقاتل ولو لم يكتب علينا، فكيف مع أنه فرض علينا وقد حصل ما حصل، ولهذا لما لم تكن نياتهم حسنة ولم يقوَ توكلهم على ربهم.

تفسير السعدي: ص108.

الشرح والإيضاح

(قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا). أي: قال الملأ من بني إسرائيل لنبيهم: وأيُّ شيء يمنعنا من الجهاد في سبيل الله تعالى، وما الذي يبقى لنا إذا تركنا القتال، والحال أنَّنا مضطرُّون إليه؛ فالبلاد قد أُخذت، والأبناء قد سُبيَت، فما دام أنَّ الأمر قد بلغ هذا المبلغ فلا بدَّ حينئذٍ من إقامة الجهاد. (فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ). أي: لَمَّا فُرِض عليهم قتال عدوِّهم ما وَفوا بما وَعدوا، بل أَدبر أكثرُهم ناكلينَ عن القتال، وضيَّعوا فرْضَ الجهاد الذي طلبوه ابتداءً من عند أنفسِهم، فجبنوا، واستولى على أكثرهم الضَّعفُ والخور، وبقِي منهم عددٌ قليل قد عصمهم الله تعالى وثبَّتهم، فالتزموا أمر الله عزَّ وجلَّ، والله سبحانه يَعلم مَن ظَلَم نفْسه منهم ومِن غيرهم، ممَّن أخلف وعْدَه، ونكص عن أمر ربِّه، واللهُ تعالى مجازيه على ظُلمه. المصدر: https://dorar.net/tafseer/2/41

تحميل التصميم