[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””] قال الله تعالى: { وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآَنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا } [سورة طه: 114]. يؤخذ من هذه الآية الكريمة: الأدب في تلقي العلم، وأن المستمع للعلم ينبغي له أن يتأنَّى ويصبر حتى يفرغ المعلم من كلامه المتصل بعضه ببعض، فإذا فرغ منه سأل إن كان عنده سؤال، ولا يبادر بالسؤال وقطع كلام مُلْقِي العلم؛ فإنه سبب للحرمان. [تفسير السعدي: ص٥١٤].[/box]
الشرح والإيضاح
وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآَنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ.
أي: ولا تُبادِرْ -يا محمَّدُ- بتلاوةِ وحفظِ ما يَقرَؤُه عليك جبريلُ مِن قَبلِ أن يَنتهيَ مِن تلاوتِه عليك، بل استَمِعْ له حتى يفرُغَ مِن قِراءتِه؛ فإنَّ اللهَ قد ضَمِنَ لك جمعَه في صَدرِك، وقراءتَك إيَّاه .
كما قال تعالى: لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ. [القيامة: 16 – 19].
وعن ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ الله عنهما، قال: ((كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم إذا نزَلَ عليه الوحيُ حَرَّك به لسانَه، يريدُ أن يحفَظَه، فأنزل الله: لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ [القيامة: 16])).
وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا.
أي: وقُلْ -يا محمَّدُ-: يا رَبِّ، زِدْني عِلمًا إلى ما عَلَّمْتَني مِنَ الوَحيِ .
عن أمِّ سَلَمةَ رَضِيَ الله عنها، أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم كان يقولُ إذا صلَّى الصُّبحَ حينَ يُسلِّمُ: ((اللهُمَّ، إني أسألُك عِلمًا نافِعًا، ورِزقًا طَيِّبًا، وعَمَلًا مُتَقبَّلًا)).
مصدر الشرح:
https://dorar.net/tafseer/20/16