الغنى في الدنيا ليس من لوازم الإيمان

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]{ فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ } [التوبة: 28] “وقوله: {إِنْ شَاءَ} تعليق للإغناء بالمشيئة لأن الغنى في الدنيا، ليس من لوازم الإيمان ولا يدل على محبة الله؛ فلهذا علَّقه الله بالمشيئة؛ فإن الله يعطي الدنيا مَن يحب، ومَن لا يحب، ولا يعطي الإيمان والدين، إلا مَن يحب” (العلامة السعدي).[/box]

الشرح والإيضاح

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ).
أي: يا أيُّها المؤمنونَ، المُطَهَّرةُ بواطِنُهم بالإيمانِ، ما المُشرِكونَ بِجَميعِ مِلَلِهم وأديانِهم إلَّا نَجِسةٌ وخَبيثةٌ بواطِنُهم؛ بالشِّركِ والكُفرِ بالرَّحمنِ .
(فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَـذَا).
أي: لِأنَّ المُشرِكينَ نَجَسٌ، فلا تُمَكِّنُوهم مِن دُخُولِ جميعِ الحَرَمِ، بعد هذا العامِ التَّاسِعِ للهِجرةِ، الذي نبَذْتُم فيه لِجَميعِ المُشرِكينَ عُهودَهم .
عن أبي هُريرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: ((بَعَثَني أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ في الحَجَّةِ التي أمَّرَه عليها رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قبل حَجَّةِ الوَداعِ، في رَهطٍ يُؤَذِّنونَ في النَّاسِ يومَ النَّحرِ: لا يَحُجُّ بعدَ العامِ مُشرِكٌ، ولا يَطوفُ بالبَيتِ عُرْيانٌ) [404] رواه البخاري (369)، ومسلم (1347) واللفظ له. .
(وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاء).
أي: وإنْ خِفْتُم- أيُّها المُؤمِنونَ- فَقرًا بسبَبِ مَنْعِكم المُشرِكينَ مِن دُخولِ الحَرَمِ، وانقطاعِ التِّجارةِ التي بينكم وبينهم؛ فسوف يُغنِيكم اللهُ مِن رِزقِه إن شاءَ .
(إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ).
أي: إنَّ الله عليمٌ بكلِّ شَيءٍ، ومِن ذلك عِلمُه بما تُخفِيه صُدورُكم مِن خَوفِ العَيْلةِ، وعليمٌ بما يَصلُحُ لِعِبادِه، فيَعلَمُ مَن يليقُ به الغِنى، ومَن لا يَليقُ به، حكيمٌ في شَرْعِه وفي تَدبيرِ شُؤونِ خَلْقِه، يضَعُ كُلَّ شَيءٍ في مَوضِعِه اللَّائِقِ به.
مصدر الشرح:
https://dorar.net/tafseer/9/11