استحضار النية الصالحة في المباحات

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله: ” فإن مَن قصد بكَسْبه وأعماله الدنيوية والعادية الاستعانة بذلك على القيام بحق الله وقيامه بالواجبات والمستحبات، واستصحب هذه النية الصالحة في أكله وشربه ونومه وراحاته ومكاسبه؛ انقلبت عاداته عبادات، وبارك الله للعبد في أعماله، وفتح له من أبواب الخير والرزق أمورًا لا يحتسبها ولا تخطر له على بالٍ، ومن فاتته هذه النية الصالحة لجهله أو تهاونه فلا يلومن إلا نفسه. وفي الصحيح عنه ﷺ أنه قال: “إنك لن تعمل عملاً تبتغي به وجه الله إلا أُجِرْتَ عليه، حتى ما تجعله في فيِّ امرأتك” (بهجة قلوب الأبرار: ص٩).[/box]

الشرح والإيضاح

النِّيةُ الصالحةُ في كلِّ عمَلٍ مِن أهمِّ الأمورِ؛ فجَميعُ العِباداتِ الشَّرعيَّةِ لا تصحُّ ولا تُقبَلُ إلَّا بوُجودِ النِّيَّةِ فيها، حتَّى إنَّ الأعمالَ العاديةَ إذا اقترنَتْ بها النِّيةُ الصالحةُ فإنَّه يَحصُلُ بها الأجرُ.وفي هذا الحديثِ يُبيِّنُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ الأجرَ ليس مَحصورًا في التَّصدُّقِ بالمالِ على الغيرِ، بلِ النَّفقةُ الَّتي يُنفِقُها على نفْسِه وأهلِه وغيرِهم إذا قصَدَ بها وَجْهَ اللهِ تعالى لا الرِّياءَ والسُّمعةَ؛ فإنَّه مَأجورٌ عليها، فما أُريدَ به وَجْهُ اللهِ يَثبُتُ فيه الأجرُ، وإنْ حصَلَ لفاعلِه في ضِمنِه حظُّ شَهوةٍ مِن لذَّةٍ أو غيرِها؛ كوَضْعِ لُقمةٍ في فَمِ الزَّوجةِ، وهو غالبًا لحظِّ النَّفسِ والشَّهوةِ، وإذا ثبَتَ الأجرُ في هذا، ففيما يُرادُ به وَجْهُ اللهِ فقط أحْرَى. وفي الحديثِ: دَلالةٌ على أنَّ النِّيَّةَ الصَّالحةَ تَقلِبُ العادةَ عِبادةً؛ فيَنْبغي للعاقلِ ألَّا يَتحرَّكَ حرَكةً إلَّا يَبتغي بها وَجْهَ اللهِ تعالى.

مصدر الشرح:
https://dorar.net/hadith/sharh/7520