أعمال تنفع الميت

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]عن بريدة بن الحصيب الأسلمي رضي الله عنه قال: بينا أنا جالسٌ عند رسولِ اللهِ ﷺ، إذ أتتْهُ امرأةٌ، فقالت: إني تصدقتُ على أمي بجاريةٍ، وإنها ماتت، قال: فقال: “”وجب أجركِ، وردَّها عليكِ الميراثُ””، قالت: يا رسولَ اللهِ، إنَّهُ كان عليها صومُ شهرٍ، أفأصومُ عنها؟ قال: “”صومي عنها””. قالت: إنها لم تحجَّ قط، أفأحجُّ عنها؟ قال “” حُجِّي عنها”” (صحيح مسلم ١١٤٩).[/box]

الشرح و الإيضاح

في هذا الحديثِ بيانُ أُمورٍ تُهِمُّ المسلِمَ في الصَّدَقَةِ والعَوْدَةِ فيها، وكذلك ما يُمكِنُ قَضاؤُه عن الميِّتِ مِنَ العِباداتِ.
وفيه أنَّ الراوِي كان حاضرًا للواقِعَةِ فنَقَلها؛ فهي رَأْيُ عَيْنٍ، فقال: “بَيْنَا أنا جالِسٌ عندَ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، إذْ أَتَتْهُ امرأةٌ فقالت: إنِّي تصدَّقتُ على أُمِّي بِجَارِيَةٍ” أي مَلَّكْتُها إيَّاها بالصَّدَقَةِ، “وإنَّها”، أي: أُمِّي “ماتَتْ” وتَرَكَتْ تلك الجارِيَةَ؛ فهل آخُذُها وتَعُودُ في مِلْكِي بالمِيراثِ أم لا؟ فقال لها النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: “وَجَبَ أجرُكِ”، أي: ثَبَت أجرُكِ عندَ الله بالصِّلَةِ والصَّدَقَةِ على أُمِّكِ، “ورَدَّها عليكِ الميراثُ”، أي: رَدَّ الجاريةَ وأَرْجَعَها إليكِ مِيراثُكِ مِن أُمِّكِ، وهو سَبَبٌ لا دَخْلَ لك فيه؛ فلا يكونُ سببًا لِنُقصانِ الأجْرِ في الصَّدقةِ، وهذا ليس مِن بابِ العَوْدِ في الصَّدَقَةِ؛ لأنَّه ليس أمرًا اختِيارِيًّا.
فقالت المرأةُ السائلةُ: “إنَّه كان عليها صومُ شَهرٍ”، أي: كان على أُمِّها صيامُ شهرٍ، ولم يُبَيَّنْ أنَّه صَوْمُ رَمَضَانَ أو نَذْرٍ أو كَفَّارَةٍ، “أفَأَصُومُ عنها؟” فقال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: “صُومِي عنها”، أي: أَدِّي قَضاءَ الصَّومِ الذي ذَكَرْتِيهِ عن أُمِّكِ؛ لأنَّه دَيْنٌ في رَقَبَتِها، ودَيْنُ اللهِ أَحَقُّ أن يُقْضَى.
وفي الحديثِ: أنَّ مَن تصدَّق بشيءٍ ثُمَّ وَرِثَه، فله أَخْذُه والتصرُّفُ فيه، مِن غيرِ أنْ يَنقُصَ أجْرُه بذلك.
وفيه: صَومُ وَلِيِّ الميِّتِ عنه إذا ماتَ وعليه صَوْمٌ

مصدر الشرح:
https://dorar.net/hadith/sharh/21662