اللسان يعبّر عما في القلب

قال يحيى بن معاذ رحمه الله:
«القلوب كالقدور في الصدور تغلي بما فيها، ومغارفها ألسنتها؛ فانتظر الرجل حتى يتكلم؛ فإن لسانه يَغترف لك ما في قلبه، من بين حلو وحامض، وعذب وأجاج، يخبرك عن طعم قلبه اغتراف لسانه» (حلية الأولياء لأبي نعيم 10/ 63).

التحذير من كبائر اللسان

قال رسول الله ﷺ: “”مَنْ حَلَفَ بِمِلَّةٍ غَيْرِ الْإِسْلَامِ كَاذِبًا فَهُوَ كَمَا قَالَ، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ عُذِّبَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ، وَلَعْنُ الْمُؤْمِنِ كَقَتْلِهِ، وَمَنْ رَمَى مُؤْمِنًا بِكُفْرٍ فَهُوَ كَقَتْلِهِ”” (صحيح البخاري 5754)

الغِيبَة آفة خطيرة من آفات اللسان

قال الله تعالى: (وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ) [الحجرات: 12]؛ شبَّه متعاطي الغِيبَة بآكل لحم أخيه الميت، إيغالاً في بيان قُبحها وشدَّة جُرمها.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
“”وكم ترى من رجلٍ متورِّع عن الفواحش والظلم، ولسانه يَفْري في أعراض الأحياء والأموات، ولا يُبالي ما يقول. ولا يدري هؤلاء أنَّ كلمة واحدة يمكن أن تُحْبِط جميع أعمالهم، وتُوبِق دنياهم وأخراهم”” (الداء والدواء ص111).

وجوب حفظ اللسان

قال الله تعالى: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) [ق: 18].
قال الحافظ ابن كثير: أي ما يتكلم ابن آدم بكلمة إلاَّ ولها من يرقبها، مُعَـدٌّ لذلك يكتبها، لا يترك كلمة ولا حركة، كما قال تعالى: (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ) [الانفطار 10-12]. (تفسير ابن كثير 4/270).

الكراهة في لسان الشارع معناها التحريم

قال النبي ﷺ: “”إِنَّ اللَّهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلاَثًا: قِيلَ وَقَالَ، وَإِضَاعَةَ المَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ”” (رواه البخاري 1477، ومسلم 593).
قال الأمير الصنعاني رحمه الله تعالى: “”كراهته تعالى للشيء: عدم رضاه به، وعدم محبته”” (التنوير:3/327).
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: “” كره وحرَّم: ليس بينهما فرق؛ لأن الكراهة في لسان الشارع معناها التحريم، ولكن هذا -والله أعلم- من باب اختلاف التعبير فقط”” (شرح رياض الصالحين: 3/211).

كفُّ اللسان من أشد ما يكون على الإنسان

قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-:
“” كفُّ اللسان من أشد ما يكون على الإنسان، وهو من الأمور التي تصعب على المرء، وربما يستسهل إطلاق لسانه.
‏ولهذا قال النبي ﷺ لمعاذ بن جبل: «أفلا أخبرك بملاك ذلك كله»؟ ‏قلت: بلى يا رسول الله، فأخذ بلسان نفسه وقال: «كفّ عليك هذا» (صحيح الترمذي ٢٦١٦)””. [شرح رياض الصالحين: 2/512].

اللسان من أسباب النجاة والهلاك، فانتبه لما تقول

قال الله تعالى: {فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا} [المائدة:85].
قال الله عز وجل: {وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا} [المائدة: 64].
لماذا كانت النهاية مختلفة والجزاء مختلفًا؟ إنها نتيجة لكلماتٍ قِيلَتْ.
انتبه لما تقول.

أمسك عليك لسانك

قال رسول الله ﷺ: “”وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ”” (رواه البخاري 6113).
قال الحافظ ابن حجر: “”لا يلقي لها بالًا: أي: لا يتأمل بخاطره ولا يتفكر في عاقبتها ولا يظنُّ أنَّها تؤثر شيئًا”” (فتح الباري ١١/ ٣١١).

أهمية حفظ اللسان والفرج

قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: “مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنُ لَهُ الْجَنَّةَ” (صحيح البخاري 6109).
(يضمن) يحفظه ويؤدي حقه.
(ما بين لحييه) أي: لسانه.
(ما بين رجليه) أي: فَرجه.

من صفات السعداء في الدنيا والآخرة

عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول  الله ﷺ: “طُوبَى لِمَنْ ملك لسانَهُ، ووسِعَهُ بيتُهُ، وبَكَى على خطيئتِهِ” (صحيح الجامع : ٣٩٢٩).