أوّل مَن علّم البشرية عزل المرضى عن الأصحاء
قال النَّبِيُّ ﷺ: “”لَا يُورِدَنَّ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ”” (صحيح البخاري 5437).
(يوردن) يحضرن ويأتين بإبله.
(ممرض) من له إبل مرضى.
(مصح) من كانت إبله صحيحة.
قال المباركفوري: “”لَا يُورَدَنَّ ذُو عَاهَةٍ عَلَى مُصِحٍّ”” فيه أَنَّ مُدَانَاةَ ذَلِكَ سَبَبٌ الْعِلَّةِ؛ فَلْيَتَّقِهِ اِتِّقَاءَ الْجِدَارِ الْمَائِلِ وَالسَّفِينَةِ الْمَعْيُوبَةِ. إِنَّ الْأَمْرَ بِالتَّجَنُّبِ أَظْهَرُ مِنْ فَتْحِ مَادَّةِ ظَنِّ أَنَّ الْعَدْوَى لَهَا تَأْثِيرٌ بِالطَّبْعِ، وَعَلَى كُلِّ تَقْدِيرٍ؛ فَلَا دَلَالَةَ أَصْلًا عَلَى نَفْيِ الْعَدْوَى. لأنَّه يُفْضِي إِلَى تَعْطِيلِ الْأُصُولِ الطِّبِّيَّةِ وَلَمْ يَرِدْ الشَّرْعُ بِتَعْطِيلِهَا، بَلْ وَرَدَ بِإِثْبَاتِهَا، وَالْعِبْرَةُ بِهَا. (تحفة الأحوذي 4/ 288 بتصرف واختصار).